المواقف الأخيرة خصوصا التي أعلنتها أحزاب اللقاء المشترك في بيان رسمي عن اجتماع المجلس الأعلى, السبت, استثارت ردودا سياسية وحزبية بلغت أوجها في اتهام التكتل بالإنقلاب على الرئيس هادي ومخرجات الحوار الوطني, كما جاء في تصريح مطول لمصدر في المؤتمر الشعبي العام نشره الموقع الرسمي للحزب على الإنترنت وصحفه الورقية. ويتكرس في الوساط اليمنية اعتقاد متزايد بأن اليمن يتجه من جديد إلى أزمة ومتاهة المربع الأول للأزمة نفسها. أحزاب اللقاء المشترك في بيانها المذكور كانت طالبت بالدعوة إلى مؤتمر وطني للإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار وجددت مطالبتها ب"استكمال نقل السلطة" وأعادت الاتهامات الاثيرة ضد "بقايا النظام" أو المؤتمر الشعبي العام ورئاسته محيلة جميع الأزمات والقضايا الغشكالية في البلد على مسئوليتهم ومن جملتها أزمة الخدمات الأساسية والكهرباء والمشتقات وحتى الإرهاب (..) تعليق أول: استغراب وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني, عبده الجندي: إن بيان اللقاء المشترك، الصادر يوم السبت، "تكريس للمماحكات وإصرار على البقاء في الماضي". وأوضح الجندي، في تصريح لوكالة"خبر"، أن البيان أتى في إطار الشخصنة الهادفة إلى التأثير على المؤتمر الشعبي وتماسكه ووحدة قيادته وقواعده. وفيما ذهب البيان إلى استعمال صيغة وتسمية "أحرار المؤتمر", قال الجندي: إن المقصود بهم "من كانوا من حزب الإصلاح في المؤتمر الشعبي العام وخرجوا منه"، مؤكداً على وحدة قيادة وقواعد المؤتمر الشعبي العام. وقال ناطق المؤتمر وحلفائه: إن البلد لا يحتمل مثل هذه المماحكات، ويجب على الجميع الوقوف مع القيادة السياسية والجيش في الحرب ضد الإرهاب كموضوع أول وهدف جماعي ووطني يتقدم على غيره من القضايا والمشاكل والحساسيات التي يتضرر منها الجميع ولا يستفيد منها أحد. واستغرب الجندي من دعوة المشترك إلى "مؤتمر وطني للرقابة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني", كون الرئيس عبد ربه منصور هادي قد شكل لجنة وطنية لمراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وقال: إن الحديث عن استكمال نقل السلطة, ينطوي، أيضاً، على محاولة لخلق مشاكل غير موجودة، وأن السلطة قد انتقلت و"مطالب كهذه أصبحت عقيمة". وفي تطور لافت, ينطوي على تصعيد إعلامي وثيق الصلة بالسياسة ومساراتها في اليمن.. أعاد الخطاب الإعلامي لفريق وتحالف اللقاء المشترك واللواء علي محسن الأحمر إلى الواجهة، مسمى وكيان "الجيش الحر" المقابل للجيش النظامي إبان أحداث الأزمة السياسية 2011. وصدرت تحذيرات علنية منشورة, الإثنين, ومنسوبة إلى قيادات في اللقاء المشترك, للرئيس عبدربه منصور هادي ووزارة الدفاع، من المساس ب"الجيش الحر" أو الاقتراب من "الفرقة الأولى مدرع". انقلاب على الرئيس بالعودة إلى بيان اللقاء المشترك, كان مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام, قد عبر, الأحد عن استهجانه لما تضمنه بيان المجلس الأعلى للمشترك الصادر أمس من تضليل وأكاذيب ومحاولة انقلابية على الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي توافق عليه اليمنيون جميعاً. واعتبر المصدر, في تصريح مطول نشرته مواقع وصحف الحزب, أن اللغة التي كتب بها بيان اللقاء المشترك ،وفي هذا التوقيت بالذات الذي تخوض فيه القوات المسلحة والأمن معارك بطولية ضد عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين وفي مناطق أخرى من اليمن،يؤكد بجلاء أن اللقاء المشترك يغرد خارج السرب ،وبعيداً عن المصالح الوطنية العليا،وموجبات ما التزم به في مؤتمر الحوار الوطني . وقال المصدر: إن ما تضمنه بيان المشترك من حديث عن مؤتمر وطني جديد يأتي وحبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل لم يجف بعد، هو انقلاب واضح على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وعلى رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي. وأضاف المصدر: إنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه الشعب من اللقاء المشترك أن يعلن وقوفه مع الرئيس هادي والقوات المسلحة والأمن في المعركة ضد الإرهاب إذ به يفاجأ بهم يتماهون مع القاعدة وينقلبون على الرئيس وعلى مخرجات الحوار الوطني، بل وتذهب كثير من وسائل إعلامهم إلى نشر الشائعات والأكاذيب والتضليل حول المعركة ضد الإرهاب، وتحاول الإساءة لرئيس الجمهورية تارة، وتارة للضغط عليه لإيقاف المعركة ضد القاعدة، وتارة للإساءة للقوات المسلحة والأمن . وقال المصدر: إن على المشترك أن يدرك أن المعركة التي يخوضها الرئيس عبدربه منصور هادي والقوات المسلحة والأمن ضد عناصر القاعدة هي معركة الشعب ضد الإرهاب فالشعب اليمني وقواه السياسية الحية والشريفة تقف وتساند وتدعم الرئيس هادي والقوات المسلحة في معركتهم ضد الإرهاب . وتابع المصدر :إن الشعب اليمني وقيادته السياسية ومؤسسته العسكرية والأمنية لن يقبلوا بأي حال من الأحوال التهاون أو التراجع عن محاربة الإرهاب أو الذهاب إلى حوار مع عناصر القاعدة والقتلة تحت أي ظرف ،وان على من يبحثون عن ذلك أن يعوا جيداً أنهم في دائرة الاتهام بالمشاركة في الجرائم التي يرتكبها تنظيم القاعدة الإرهابي ويجب أن يقدموا هم وعناصر الإرهاب إلى القضاء والمحاكمة على ما اقترفوه من جرائم وسفك للدماء وتدمير للبنية التحتية للبلد واقتصاد الوطن وتشويه سمعة اليمن الدولية . وتساءل المصدر أين اللقاء المشترك من معاناة الناس ومن انعدام الأمن والاستقرار،والخدمات الأساسية ،والوضع الاقتصادي والإنساني والمعيشي المتردي الذي وصل إلى حالة غير مسبوقة من التدهور ، وقال: كنا نريد من المشترك أن يعيد للمواطنين الأمن والاستقرار كما كان قبل 2011م حيث كان الراكب يمشي من صنعاء إلى حضرموت لايخشى إلا الله أو الذائب على غنمه. المشترك وهادي من جهة ثانية اعتبرت قيادات في تكتل أحزاب اللقاء المشترك، أن الحرب التي تخوضها قوات الجيش والأمن على القاعدة وجماعات الإرهاب هي إحدى الأدوات التي يستخدمها "هادي" ووزير الدفاع لإعاقة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، واستخدامها سوطاً ضد بعض الخصوم من التيارات الإسلامية . وأكدت قيادات المشترك إدراكها أنها وقعت فيما أسمته مأزق "تفرد الرئيس هادي بالسلطة" وحرف مسار العملية السياسية عن مسارها الوطني إلى مسار يزيد من تمكين الرئيس وبعض مقربيه من السيطرة على السلطة سواءً في مؤسسة الجيش أو في مؤسسات الحكومة الحيوية- وفق ما نشرته الإثنين يومية "أخبار اليوم" المقربة من اللواء علي محسن الأحمر. وقالت الصحيفة: إن الرئيس هادي قام بتوجيه ضربات غير مسبوقة تجاه الإصلاح والتيارات الإسلامية بشكل عام، من خلال تحريكه لملف جماعة الحوثي المسلحة وفتح المجال أمامها للتوسع والذي كان من أبرز ما قام به الحوثيون، اقتحام قبيلة حاشد.