أصيب طفل في الثانية عشرة من العمر في إنفجار لغم أرضي زرعته قوات الحرس الجمهوري " سابقاُ" في منطقة بني جرموز التي شهدت حرباً دامية استمرت عام كامل أُثناء الثورة الشعبية السلمية. وأوضح الناشط الحقوقي نبيل الأوزري أن لغماً انفجر بالطفل فضل علي الجرموزي مساء الأحد الماضي مما أدى إلى بتر قدمه ويده اليسرى وكذا عدة إصابات بالغة في أنجاء متفرقة من جسمة. وأضاف الأوزري أن اللغم انفجر عندما كان الطفل يتجول في مزرعته الواقعة في قرية "الحرة" في بني جرموز إحدى عز مديرية بني الحارث التابعة إداريا أمانة العاصمة. وأوضح بانه تم نقل الطفل إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا، ثم بعد ذلك تم نقله إلى مستشفى 48 الواقع في معسكر السواد مؤكداً أن حالته خطيرة. يأتي الحادث بالتزامن مع اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش للحكومة اليمنية بانتهاك معاهدة حظر الألغام أثناء الانتفاضة الشعبية في 2011م التي أفضت إلى خلع الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأكدت المنظمة أن الحكومة اليمنية اعترفت بأن ما كان يعرف سابقاً بقوات الحرس الجمهوري قامت بزرع آلاف الألغام المضادة للأفراد في منطقة بني جرموز شمال العاصمة صنعاء. وأكد مسئول قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش أن هذا الاعتراف يكشف عن أخطر خرق لمعاهدة حظر الألغام منذ بدء سريان المعاهدة قبل 14 عام، مشدداً بأن "على اليمن ألا يضيع دقيقة واحدة دون أن يحمي سكان المنطقة، من خلال إزالة الألغام وضمان محاسبة المسؤولين عن زرعها". وكان قائد اللواء 63 حرس جمهوري سابقاً وهو اللواء المتمركز في معسكري بيت دهرة وسط بني جرموز قد أكد للجنة العسكرية في أول زيارة لها إلى المنطقة بأنه تم زراعة أكثر من 8 آلف لغم مضاد للأفراد في مساحة 6 كم حول المعسكر، وبالتحديد في مزارع بيت دهرة وقرية الخبشة والحرة والقرى الأخرى المجاورة. وبحسب الأرقام فإن عدد الإصابات جراء الألغام في بني جرموز حتى اليوم بلغ 3 حالات وفاة، و11 إصابة، بينهم 8 أطفال، و 4 إناث، ومعظم المصابين يعانون الآن من إعاقة دائمة بعد أن أدت الألغام إلى بتر أقدامهم كما هو الحال مع الطفلين حسين وفواز حصن والطفل فضل المصاب أخيراً.
