أثارت تصريحات رئيس اللجنة الثورية الحوثية محمد علي الحوثي أمس الأربعاء، حول علاقة جماعته بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، جدلا واسعا، وصل حد تبادل الشتائم بين أنصار الطرفين، بينما علق قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام على تلك التصريحات بشيء من الدبلوماسية التي لا تخلوا من العتاب. وكان محمد علي الحوثي نفى في حوار مع صحيفة "الشروق" الجزائرية، وجود تحالف بين جماعته وبين الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مؤكداً أن الأخير إنما يحاول ركوب موجة الثورة التي قام بها الحوثيين.
وردا على ما قاله الحوثي، طالب الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي، في تعميم على قواعد الحزب، بعدم تحميل مقابلة محمد الحوثي أكثر مما تحتمل، مشيرا إلى أن فيها أخطاء وأشياء صحيحة.
وقال العواضي، وهو أحد قادة المؤتمر المقربين من علي عبد الله صالح: " صحيح لا توجد موجة بل عواصف"، مشيرا إلى أن الأولوية الآن لمواجهة ما وصفه ب"العدوان"، ومطالبا في الوقت ذاته بإغلاق الملفات الداخلية حالياً.
من جانبه قال الصحفي عبد الملك الفهيدي رئيس تحرير موقع المؤتمر نت، لسان حال حزب صالح، إنه لا يوجد حتى الآن أي تحالف أو وثيقة موقعة بين المؤتمر وأنصار الله، مشيرا إلى أن المؤتمر لا يزال على موقفه بشأن رفض إعلان "أنصار الله" الدستوري.
وأضاف الفهيدي بأن المؤتمر يقف مع "أنصار الله" في مواجهة التحالف، لأنها – حسب وصفه – مسألة تتعلق بالوطن والدفاع عنه.
وقال بأن حزب المؤتمر ضد الاقتتال الداخلي، نافيا أن يكون مشاركا في ذلك الاقتتال.
وأضاف الفهيدي، أن المؤتمر حزب سياسي ولا يقبل بوجود أي حركة أو مليشيا مسلحة، مشيرا إلى أن هذا مبدأ ثابت بالنسبة له.
ونوه إلى أن جماعة "أنصار الله" الحوثية، تعد جزء من هذا المجتمع، مضيفا أن حزب المؤتمر يسعى إلى شراكة وطنية ومصالحة لا تستثني أحدا.
وأضاف الفهيدي: " أما ما يقوم به "أنصار الله" من يوم إعلانهم هم فقط من يتحملون مسؤوليته ونتائج كل ما يقومون به"، مشيرا إلى أن المؤتمر فقط مع "أنصار الله" في معركة الدفاع عن الوطن، وما عدى ذلك فلا علاقة له به.
المحامي محمد علاو، المقرب من صالح، طالب بالصبر الجميل على ما ورد في مقابلة محمد علي الحوثي، أو أي شخص يريد الفتنة الداخلية.
أما بالنسبة للكثير من ناشطي حزب المؤتمر الشعبي العام، فقد هاجموا محمد علي الحوثي، مطالبين إياه بضرورة أن يعرف حجمه وحجم جماعته.
واتهموا جماعة الحوثي بإدخال اليمن في دوامة العنف والدمار، مثلها مثل القاعدة.
ويتضح من خلال ردود فعل قيادات وقواعد حزب المؤتمر على تصريحات الحوثي التي اتهم فيها صالح بركوب الموجة، أن ثمة شرخ يتوسع يوماً إثر يوم بين الحليفين اللدودين، الذين تمكنا خلال قرابة عامين من تحالفهما من الانقلاب على الشرعية، والسيطرة على الدولة، وعلى مساحات واسعة من الجمهورية اليمنية.