حمّل عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم "أنصار الله" اليمنية، مسؤولية كل ما يقع في اليمن من انتهاك للسيادة و"ارتكاب جرائم مروعة من استهداف شامل لهذا الشعب قتلا وحصارا" لأمريكا، "لأن كل هذا يحدث تحت مظلتها وبقرارها ورعايتها"، مشددا على أن ما يعيق المباحثات الجارية بالكويت هو أن "أولئك الأطراف الأخرى أمريكا وأدواتها يريدون من الشعب اليمني الاستسلام وليس الحل.. لو أرادوا الحل لوجد". وأضاف خلال كلمة له، الجمعة، أن وفده (الذي وصفه بالوفد الوطني) في مباحثات الكويت قدم "كل التنازلات الممكنة إلى حد الإجحاف لكنه لم يكفهم (وفد حكومة منصور هادي)"، وتابع: "بل يريدوننا أن نستسلم وهذا هو المستحيل الذي لا يمكن أبدا.. لينتظروا المستحيل". وأكد زعيم الحوثيين أن الحل متاح "حل عادل منصف يقوم على أساس الإنصاف.. جاهزون، أما الاستسلام فهو المستحيل.. مستعدون أن نضحي مهما كان حجم التضحيات.. نضحي في سبيل أن نتمتع بالحرية والكرامة والحفاظ على قيمنا وديننا ومبادئنا حاضرون، أما أن نضحي بالحرية والكرامة وأن نستعبد من أعدائنا فهذا من المستحيلات..". ولفت إلى أن النظام السعودي "أداة يحركها الأمريكيون"، وتابع: "كل من يقف مع العدوان تحت المظلة الأمريكية وارتكبوا هذه الجريمة البشعة في حق الشعب اليمني هم أدوات في يد أمريكا، وهم غير معفون من المسؤولية.. لا نعفي الأدوات من مسؤوليتها رغبة وتوددا لأمريكا، ما أسوأ تلك القوى والدمى التي طبعت في كل تحركها بالطابع الأمريكي". وأكد أن " أي جريمة معينة يعطونها عنوانا طائفيا لأن أمريكا تريد ذلك، تريد استغلال الطائفية، وأن بعض الجرائم يعطونها عنوانا سياسيا، ويرتكبون أبشع الجرائم على النحو الذي تريده الولاياتالمتحدة". وشدد على أن الدول التي تشارك في التحالف العربي بقيادة السعودية والتي وصفها ب"الدمى" زادت من مأساة الأمة، ولا تخدم إلا مصالح أمريكا وإسرائيل. ودعا الحوثي الشعب اليمني وباقي الشعوب المستهدفة إلى المقاومة والتحرك ضد مصالح أمريكا. وأكد على ضرورة "أن ندرك أن الأحداث القائمة حاليا وهذا الواقع المأزوم ليس حالة عابرة ولم يأت بالصدفة، نحن أمام مرحلة من مراحل كثيرة اشتغلت عليها أمريكا وإسرائيل حتى وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه، وحتى أحدثوا كل هذه المشاكل والأزمات في واقع الأمة، وهم لا يألون جهدا في أن يلحقوا أبلغ الضرر بها". ووصف من ينتظر أن تتقدم الولاياتالمتحدة "بحسن نية وبدافع الإنسانية" لحل المشاكل التي تتخبط فيها اليمن وإصلاح واقع الأمة ب"الساذج والغبي والأحمق والجاهل"، وقال إن "الأمريكي يستثمر في المشاكل ويريد من الأزمة أن تتغذى وتستمر، لكنه يحرص دائما على أن يتحكم في كل قواعد اللعبة ليضمن استمرارها.. هذا الذي يسعى الأمريكيون ويحرص عليه الإسرائيليون". وأشار إلى أن "شعوبنا بين خيارين إما الإذعان والتسليم أمام هذه المخاطر وإفساح المجال أمام أمريكا وأذنابها ليكيدوا للأمة حتى يصلوا للنتيجة التي يريدونها، أو أن تتحرك الأمة لتدفع عن نفسها تلك الأخطار.. أن تتحرك بشكل شامل بقدر ما يتحرك الأعداء، وأن تحرص على كل ما يعطيها قوة في الموقف، وتتحرك على كل المستويات". ولفت إلى أن "الجرائم كلها من الجرائم الجماعية التي ارتكبها النظام السعودي والطائرات الأمريكية والإسرائيلية وغيرها والسلاح الأمريكي الفتاك الذي قتل الآلاف من شعبنا، وصولا إلى الجرائم الميدانية التي ترتكبها تلك الأدوات القذرة لأمريكا وإسرائيل من منتسبي القاعدة وداعش ومنتسبي أي فئة أو أدوات لأمريكا والصهاينة، هذا كله يعبر عن سوء أمريكا، ولخدمتها وخدمة إسرائيل". وأوضح أن الاتفاق الذي نتج عنه المجلس الرئاسي مهم وسيزعج البعض. ودعا القوى السياسية اليمنية لأن "تتوحد، وواجبنا أن نتحرك على كل المستويات، والواجب مستمر على العلماء والمثقفين والإعلاميين وكل حر .. أن يتحركوا بكل جد للتصدي للعدوان ما دام قائما".
