أقدم شخص، أمس، على الانتحار، بعد قيامه برمي طفلتيه من الطابق الخامس لعمارة يقطنها في حي "السنينة" بأمانة العاصمة صنعاء، نظراً لظروفه الاقتصادية الصعبة. وقال مصدر محلي إن المواطن عبدالرؤوف القباطي (37 عاماً)، نائب مدير إدارة المخاطر في بنك سبأ الإسلامي سابقاً، أقدم، ظهر أمس، على رمي طفلتيه سارة وشيماء البالغتين من العمر 7و9 سنوات على التوالي، من الطابق الخامس لمنزله الذي يقطنه، بعد قيامه بتكسير زجاج نوافذ إحدى الغرف، ثم قام برمي نفسه بعدهما، مما أدى إلى مصرعه وابنته الصغرى سارة على الفور، فيما لا تزال شيماء في حالة حرجة في المستشفى الاستشاري.
وأوضح مصدر أخر أن المجني عليه أقدم على ارتكاب الجريمة بعد تهديد تلقاه من مالك المنزل يفيد بأنه سيلجأ إلى قسم الشرطة في حال إذا لم يقم بتسديد مبالغ الإيجار المتراكمة عليه لأشهر سابقة لم يتمكن من دفعها، نظراً لأنه عاطل عن العمل منذ مدة، مشيراً إلى أنه مجرد وصول جنود من قسم شرطة السنينة إلى شقته، وقاموا بدق الباب عليه، قام مباشرة برمي طفلته الصغيرة سارة إلى حوش المنزل، فيما لم يعثر على طفله عبدالله 11 عاماً الذي قال إنه اختبأ عند مشاهدة أبيه يرمي بشقيقته، ليأخذ ابنته شيماء بحضنه ويقفزا معاً ليفارق هو الحياة بينما تعرضت شيماء لكسور في الرجل.
وأكد مصدر طبي في المستشفى الاستشاري ل"الأولى" أن القباطي وابنته سارة فارقا الحياة قبل وصولهما المستشفى، فيما الطفلة شيماء أجريت لها عملية في إحدى رجليها نتيجة تعرضها لكسور وإصابات خفيفة ومتوسطة في معظم جسدها، وما زالت في المستشفى، بينما نقلت جثتا والدها وشقيقتها إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وقال مصدر مقرب من الأب، في تصريح ل"الأولى"، أنه التقى بالمجني عليه قبل ظهر أمس في الشارع وتبادل معه الضحك وكان طبيعياً،مشيراً إلى أن المجني عليه أخذ أبناءه من بيت زوجته بعد عيد الفطر المبارك وأسكنهم معه بعد مضي 5 اشهر على تطليقه لزوجته نتيجة لمشاكل أسرية .
وأضاف أن الأب المنتحر يحمل مؤهل بكالوريوس محاسبة، وعمل نائب مديرإدارة المخاطر في بنك سبأ الإسلامي، وقد قدم استقالته قبل عام، ولديه شهادة محاسبة قانونية، إضافة إلى امتلاكه مكتب أنظمة معلوماتية، لافتاً إلى أنه كان شخصاً مستقيماً جداً، مستغرباً من إقدامه على عملية الانتحار، مرجحاً إقدامه على ذلك نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها خاصة وأنه عاطل عن العمل منذ فترة إضافة على تراكم الديون عليه.
من جانبه، قال مدير قسم شرطة السنينة العقيد عبدالإله الأكحلي، ل"الأولى"، إن الأب أقدم على ارتكاب الجريمة بحضور جنود أمن عام من قسم الشرطة، مشيراً إلى أنه عندما تم إبلاغ قسم الشرطة أن المجني عليه يقوم بتكسير وتحطيم زجاج نوافذ البيت الذي يقطنه بالإيجار، هرع أفراد من قسم الشرطة إلى المكان مباشرة، ودقوا عليه الباب، إلا أنه قام مباشرة بالرمي بطفلتيه من الطابق الخامس إلى حوش المنزل الممتلئ بالبلاط والبلك.
وتابع الأكحلي أنه بعد ذلك دق عليه حارس العمارة، فاستجاب له، وقام بفتح باب شقته وبيده سكين يبحث فيها عن طفله لذبحه بعد أن اختفى عنه، لافتاً إلى أنه مجرد ما فتح باب شقته خرج الطفل وارتمى في أحضان جنود الأمن، وهو في حالة صراخ وارتعاش كاد أن يفقده روحه، فيما المجني عليه دخل بسرعة فائقة إحدى الغرف، وقام بإغلاقها وقفز منتحراً ليفارق الحياة. مشيراً إلى أنه تم إبلاغ الأجهزة الأمنية في المديرية بذلك، وباشرت النزول مع رجال الأدلة الجنائية الذين قال إنهم باشروا معاينة مسرح الجريمة وجمع الأدلة، وفتح محضر للقضية، والاستماع إلى شهادات الجيران، منوهاً إلى أن المجني عليه يعاني من اكتئاب نفسي نظراً لأنه مقعد عن العمل، إضافة إلى مديونية من قبل مالك البيت، بالإضافة إلى أنه يعاني من مشاكل أسرية قال إنها زادت حالته سوءاً، وقرر الانتحار.
واضاف أن العمارة تابعة لشخص يدعى عبد الصمد دبوان تتكون من 6 أدوار