كشف الكاتب والصحفي اليمني جلال الشرعبي عن صراع محموم تشهده كواليس التجمع اليمني للإصلاح بين قياداته ممثلة برئيس الحزب محمد اليدومي والقيادي في الحزب الشيخ الأحمر. وقال الشرعبي في مقال تحليلي، نشرته عدد من المواقع اليمنية والعربية، إن رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح لا يبدو قادر على ضبط بوصلة الحزب تجاه ما يجري في تعز لكنه بالمقابل ليس ذَا موقف يمكن أن تراه معارضاً لما يجري، وان المشكلة معقدة لديه.
ووفقا للشرعبي فإن اليدومي “يريد أن يكون صاحب القبضة الحديدية في تبني المواقف المعبرة عن الإصلاح ويريد أن يظهر من الرياض ماسكاً العصى من الوسط ويريد كذلك أن يواجه مخاوفه التي تؤرقه من بروز نجم الشيخ حميد الأحمر على حساب غيابه وخفوت ظله وظلاله”.
واشار الصحفي الشرعبي إلى أن المؤتمر العام للتجمع اليمني للإصلاح قد تاجل مرات عدة حتى اختفى مجرد الحديث عن موعد للانعقاد، لكنه أكد أن وراء ذلك التاجيل سر وقصة كفاح يكتب بطولتها لرئيسه محمد عبدالله اليدومي.
وطبقاً لاستفتاء سري أجراه الحزب بين قواعده قبل فترة فقد برزت للسطح نتائج مقلقة لرئيس الاصلاح حيث أظهر الاستفتاء تأييداً جارفاً لتولي حميد الاحمر خلفاً لليدومي ومذاك الوقت أصبح حميد الأحمر الكابوس المرعب أمام اليدومي، بحسب الشرعبي.
وقال الصحفي الشرعبي أن اليدومي، وبناء على نتائج ذلك الاستطلاع، ترك حميد الأحمر يواجه مصيره أمام الحوثيين، وتركه مكشوفاً أمام السعودية حين اشتدت الخلافات بينه والمملكة بسبب تصريحات له عن الملك عبدالله رحمة الله تغشاه، كما غض الطرف عن حملات واستهدافات طالت الأحمر وكأن الأمر لا يعنيه إن لم يكن يسره بل وسعى جاهداً من أجل التخلص من آثار سطوته التي فرضها على قواعد الإصلاح وأغلب قياداته مع أحداث 2011 التي تبناها ودعمها وأنفق الأموال الطائلة فيها.
وتساءل الكاتب “هل يكفي هذا أو يشفي غليل اليدومي من حميد؟، لتكون الاجابة بالتأكيد: (لا)، فقد أراد اليدومي أن يقول للتحالف والعالم وللأحزاب اليمنية واليمنيين عموماً مرة بصوت جهوري ومرة بضربات من تحت الحزام أنكم يجب أن تتمسكون بي للأبد مالم فالبديل لن تكون مقر إقامته بالرياض بالسعودية بل الدوحة في قطر، حد قوله.
واليدومي، وفقاً، لمقال الشرعبي، لا يتمسك بالتحالف ولا يقيم بالمملكة حباً فيها بل للاحتماء من طوفان يريد أن يبتلعه من رئاسة الحزب التي يمسك بزمامها كما يزعم الشيعة امتلاكهم مفتاح باب الجنة.
وتربط الشيخ حميد الاحمر علاقة قوية بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ويبدو أن هذا الجناح هو الأقوى والأكثر تأثيراً وحضوراً الآن في اليمن مع فتح الدوحة أنابيب المال لهذا الجناح ليكون ذراعها في مواجهة التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات. بحسب المعلومات التي اوردها الشرعبي.
يقول الصحفي الشرعبي “ولئن بدت أمام المراقبين والتحالف والعالم القناعة أن الأمر لايعدو كونه تبادل أدوار بين أجنحة الإصلاح في قطر وتركيا ومجازاً السعودية -رغم قناعتي أن جميع الأجنحة تتفق على كراهية المملكة العربية السعودية – فإن الحقيقة أن الخلاف والصراع أصبح واقع ويمكن رؤيته بالعين المجردة”.
ويؤكد أنه “يمكن فهم ما يجري في اليمن عموماً وفي تعز بشكل خاص في إطار هذا الصراع”.. حيث “يرى الإصلاح أن الشرعية ثوب يفصلها على مقاسه يلبسها متى شاء ويخلعه عن خصومه متى أراد.. ويرى أن الجيش الشرعي هي ألويته العسكرية وتشكيلاته من أنصاره وأن مادون ذلك مجرد مليشيا.. ويرى أنه من قدم التضحيات وأن كشوفاته قد دونت ما يزيد عن 12 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى ولذلك فإنه صاحب الحق الإلهي والطبيعي بالمكاسب لما بعد ومن يرسم شكل المستقبل.. ويرى أن الموتمر الشعبي العام فاسد، والمجلس الانتقالي مليشيا، وأن التنظيم الناصري حزب أبو نفرين، وبتعالي وغرور مبكّر يكاد أن لا يرى أمام ناظريه غير ذاته وكيانه”.
ويشير الشرعبي إلى “إن الحمل يبدو ثقيلاً على حزب الإصلاح وقد طالت مناوراته وبدا أن الحمامة التي كادت أن تتحول إلى حجل قد فقدت ذاكرتها وتاهت وأصبحت تؤدي حركات تجعلك لا تدري أياً من الطيور والحيوانات هي”.
ومع خروج قطر من التحالف وتصاعد الأزمة بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر ودوّل أخرى بالتحالف، أصبح التجمع اليمني للإصلاح ينتظر أي فرصة ليظهر موقفه الحقيقي وتأييد الصقور فيه لقطر قلباً وقالباً، وفقا للكاتب الشرعبي.
ويستشهد الشرعبي بعدد من الوقائع التي تؤكد ما ذهب اليه فالاصلاح “يستخدم المجلس الانتقالي الجنوبي كمبرر للهجوم على الإمارات والتحالف ويظهر في تعز بذات الطريقة التي ترونها اليوم”.
وحين “يتقدم طارق صالح وقواته في الساحل الغربي وباتجاه تعز فيشعل الإصلاح عبر كتائبه الإلكترونية انتصارات وهمية في صعدة والجوف ويقود مظاهرات إلى بوابة محافظة تعز ضد ما تسميه قطر إعادة نظام صالح، دون أن يتوقف عن بث الشائعات وترديد الأماني بزوال شركائه السياسيين”.
وفي تعز، حيث يقف بثبات يبعث الاعتزاز الدكتور أمين محمود كمحافظ قوي العزيمة لا يستسلم ولا يلين للتهديدات أو لكتائب الموت والبندقية أمام إرهاب يريد (الإصلاح) أن يجعل منه فاشلاً وبدون قرار.. وفقا للشرعبي.
ويؤكد الكاتب أن” الإصلاح يقف ضد تحرير المحافظة بل ويسعى لإدخالها في معارك جانبية وداخلية بعد أن أشبعنا ضجيجاً عن ماركته الوطنية هناك..”.
والحقيقة، وفقا للشرعبي، “أن كل الشواهد تدل على أن التحالف العربي أصبح عبئاً ثقيلاً يصعب على الإصلاح حمله أو المقدرة على المرواغة والسير في طريقه مهما بدأ دبلوماسياً ومتذاكياً”.
ويختم الكاتب الشرعبي مقتله بالتأكيد على “إنه زمن هادي التفكيكي.. زمن أمراء الحرب على الطريقة الصومالية”، واعداً أن يكشف مستقبلا” كيف اصبح المزاج الصومالي لأمراء الحرب يمنياً”.