كشفت مجلة الوقائع الدولية عن تفاصيل مؤلمة تنشر لأول مرة عن تورط حزب التجمع اليمني للإصلاح الواجهة السياسية لإخوان اليمن بتسليم العاصمة صنعاء لجماعة الحوثيين ليلة ال21 من سبتمبر2014 بوساطة قطرية وما وراء ارسال حزب الاصلاح لأحد أبرز قياداته الى معقل زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي واللقاء به. وقالت المجلة في تقريرها ان ذكرى 21 سبتمبر تشكل ألما في نفوس اليمنيين حيث تعتبر ذكرى مؤلمة نتيجة الانقلاب الحوثي بدعم ايراني على سلطة حكم الرئيس عبدربه منصور هادي.غير انها اشارت الى أن الذكرى هذه ترتبط بذكريات اخرى أشد ايلاماً وهي التي مهدت لحدوث انقلاب الحوثيين كاتفاقات حزب الاصلاح اليمني او ( اخوان اليمن ) مع الحوثيين وبوساطة رعتها دولة قطر التي كانت تعمل بسرية مع الحوثيين وتم اكتشاف ذلك لاحقاً نصت على الدفع بالحوثيين نحو الانقلاب على حكم الرئيس هادي وانهاء مخرجات الحوار الوطني التي اعتبرها علماء حزب الاصلاح برئاسة الزنداني بانها مخالفة للاسلام وشريعته. احتضان حزب الاصلاح للحوثيين بصنعاء واوضحت المجلة ان ذكرى 21 سبتمبر ترتبط باحتضان حزب الاصلاح في صنعاء الحوثيين في احتجاجات 2011م وفتح لهم المخيمات في الوقت الذي كانت صنعاء محرم دخولها على الحوثيين كاتفاق بعد الحروب السبعة التي شهدتها صعدة. اتفاقات سرية للاصلاح مع الحوثيين وأكدت المجلة ان 21 سبتمبر لم يكن له أن ياتي لولا ان الحوثيين وجدوا من يمهد لهم الطريق الى صنعاء. وبالطبع كان علي عبدالله صالح حليف رئيس للحوثيين آنذاك. إلا ان القوات التي كان يمتلكها حزب الاصلاح في صنعاء كانت قادرة على التصدي لأي دخول للحوثيين الى صنعاء، لكن ونتيجة لاتفاقيات سرية بين ( الحوثيين والاصلاح ) بوساطة قطر ومعرفة علي عبدالله صالح تمكن الحوثيين من دخول صنعاء ومحاصرة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة ووضعهم تحت الاقامة الجبرية. ونقلت المجلة عن مراقبين قولهم آنذاك بأن قيادات الاصلاح عقدوا اتفاقات سرية مع الحوثيين للسماح للحوثيين بالسيطرة على الحكم بمقابل قيام الحوثيين بدخول الجنوب وقمع الحراك الجنوبي وتسليم الجنوب للاصلاح كشريك مع الحوثيين وصالح في الحكم بعد انهاء حكم هادي. تدوير الاتفاقات وتقاسم الحكم وأشارت المجلة الى انه وبعد التمهيد الذي حصل بدخول الحوثيين الى صنعاء كنتيجة لاتفاقات سابقة ابدى الحوثيين فيها شرطاً ان يقوم قيادات الاصلاح بالسماح له بدخول صنعاء مقابل عقد اتفاقات لاحقة بين الطرفين برعاية صالح، وبعد ان نفذ الاصلاح شرط الحوثيين هرع قيادات حزب الاصلاح الى صعدة على رأس وفد يرأسه ( عبدالوهاب الانسي امين عام الاصلاح). توقيع اتفاق سري اصلاحي حوثي وكشفت المجلة الدولية عن تتويج لقاء عبدالملك الحوثي بالانسي بتوقيع اتفاق سري يوم 28 نوفمبر 2014 ( اتفاق يقضي بلعب الاصلاح دوراً داخل سلطة هادي تتيح تمكين الحوثيين من الانقلاب على سلطة هادي بمقابل شرط اجتياح الحوثيين للجنوب واخماد الحراك الجنوبي الداعي للانفصال وتسليم الجنوب للاصلاح ويتم بعدها اعلان حكومة مشتركة بين الاطراف الثلاثة ( الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاح ). تأكيد اتفاق الاصلاح والمؤتمر ونقلت المجلة عن صحيفة الشرق الاوسط خبراً أوردته مساء السبت 29 نوفمبر 2014م، أي بعد يوم من لقاء ( وفد الاصلاح برئاسة الانسي بعبد الملك الحوثي في صعدة) وقبل 3 اشهر من اعلان الحوثيين حربهم على الجنوب عقب استكمال سيطرتهم على محافظات الشمال، حيث جاء في خبر الصحيفة الذي نشر بصحيفة الشرق الاسط ( في ساعة متأخرة من مساء أمس، أن حزب التجمع اليمني الوطني للإصلاح (إخوان اليمن) توصلوا إلى اتفاق تهدئة مع الحوثيين جرت خلاله تفاهمات اسميت بالتاريخية يقضي على التهدئة وتنسيق العمل المشترك ). الحوثيون يوجهون نفوذهم نحو الجنوب من تعز وقالت الصحيفة في نفس الخبر : ( إلى ذلك وجه الحوثيون الذين يسعون لتوسيع نفوذهم في اليمن، ثقلهم العسكري نحو محافظة تعز، حيث باتوا على بعد بضعة كيلومترات من عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، في حين تضاربت الأنباء بشأن استيلائهم على مطار المدينة الذي يبعد 18 كيلومترا عن وسطها تعز). أي ان الحوثيين توجهوا لتعز للاستعداد لاقتحام عدن بناء على اتفاق خرج به لقاء ( وفد الاصلاح بالحوثي ) يوم 28 نوفمبر 2018. وأكدت توجه الحوثيين الى تعز التي دخلوها دونما أي مواجهة من الاصلاح الذين تعتبر محافظة تعز قاعدتهم الاكثر شعبية، كان بدء لاستعداد الحوثيين لاقتحام الجنوب بعد ان سيطروا على صنعاءومحافظات الشمال يوم 21 سبتمبر المأساوي. لماذا حدث 21 سبتمبر؟ واعتبرت المجلة ان انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر حدث باتفاق بين الحوثيين وعلي عفاش والاصلاح لكي يتم انهاء ( مخرجات الحوار الوطني ) التي قادها الرئيس هادي حيث كانت مخرجات الحوار ضربة قاضية لقوى الحكم في صنعاء التي شاركت بالحوار فقط للتمويه في حين رفضت كل ما جاء فيه. وذكرت المجلة بما قاله الرئيس هادي في حوار مع صحيفة عكاظ عن رفض حميد الاحمر الحوار الوطني وفي نفس الوقت اصدر مجلس علماء اليمن التابع للاصلاح بياناً كان عبارة عن فتوى تكفير لكل من يؤيد مخرجات الحوار الوطني. بما يعني ان كل القوى الشمالية ترفض مخرجات الحوار وانما اشتركت فيه لغرض التمويه وقامت فيما بعد بالدفع بالحوثيين للانقلاب. انقلاب على هادي كرئيس شافعي واعتبرت المجلة ان انقلاب 21 سبتمبر جاء في نفس الوقت بالانقلاب على سلطة هادي لأنه رئيس شافعي ينتمي الى الجنوب الشافعي ويحكم في عمق الزيدية التي ظلت ممسكة بالحكم مئات السنين. وعلى هذا اتفقت كل الاطراف الزيدي والقوى الدينية والسياسية في صنعاء على الاطاحة بالرئيس هادي واسقاط حكمه وعدم تمكين الشوافع في حكم الزيود. أين اختفت قوات الاصلاح الضخمة بصنعاء وغيرها؟ وأكدت المجلة ان حزب الاصلاح يمتلك قوة ضخمة في صنعاء وعدد من محافظاتاليمن كانت قادرة على التصدي للحوثيين.مشيرة الى ان كل تلك القوات ذابت في ليلة واحدة امام الحوثيين وكان ذلك بناء على اتفاقات بان يدخل الحوثي صنعاء ويسقط الرئيس هادي ويتوجه للجنوب لاحتلاله ومن ثم يعلن حكومة شراكة بين الحوثي والمؤتمر والاصلاح. كيف ذابت في ليلة قوات الفرقة الاولى مدرع البالغة 30 ألف جندي؟ وأوضحت الفرقة الاولى مدرع التي يقودها على محسن الأحمر كانت تضم العديد من الالوية قوامها نحو (30 الف جندي) فضلا عن الوية الاصلاح في بقية المحافظات مثل ذمار وإب وتعز وحتى في الجنوب. جميعها وردتها اوامر عسكرية من الاصلاح بالتسليم الكامل بل وفي تعز وردت الاوامر بالانضمام مع الحوثيين للتوجه صوب عدن. وأكدت اعلان قيادات بالاصلاح قبل حدوث 21 سبتمبر بانها تمكنت من حشد 70 الف جندي من اتباعها ولكن مر الحوثيين صوب صنعاء ولم يتم اعتراضهم وسيطروا واهانوا الرئيس هادي وحكومته ووزراءه وانتهكوا حرمات منازلهم دون ان يحدث أي تصدي للحوثيين. وخلصت المجلة الى تأكيد بتسليم الاصلاح للحوثيين كل القوة العسكرية لان الاتفاقات كانت تنص على ذلك طمعا من الاصلاح في وعود الحوثي بانه سيقتحم الجنوب وسيسلمهم حكمه لتكون هناك حكومة مشتركة بين الاطراف الثلاثة التي ارادت تدوير الحكم بينها وخاصة السيطرة على ثروات الجنوب. ايران على الخط وأكدت المجلة ان الحوثيين كانوا يمضون وفق خطة ايرانية للسيطرة على باب المندب ويعملون على توجيه سياسات الحوثي وعقده الاتفاقيات مع صالح والاصلاح والتي كانت مع صالح معلنة ومع الاصلاح سرية وهدف ايران من ذلك هو سيطرة الحوثيين الذين بسيطرتهم سيكونون القوة الاقوى وبالتالي المؤتمر والاصلاح سيكونون مجرد ملحق بالحوثيين. 21 سبتمبر- ألم يكوي اليمن؟ وقالت المجلة ان القوى الشمالية باليمن من جنوبها الى شمالها وشرقها الى غربها وضعت في بركان نار لم تحسب حسابه نتيجة الاطماع والجشع بتقاسم ثروات الجنوب والوصول للحكم وأن تلك القوى لم تكن تدرك ان ايران هي المحرك للحوثيين وورائها مشروع اسقاط اليمن في حضن ايران وقد اعلنها مسؤول ايراني بان اليمن الدولة الرابعة التي تسقط بيد ايران. وأوضحت المجلة الى انه ومع أول خطوة لاقتحام الحوثيين صنعاء كان الخليج يستعد لشن حربا لا هوادة فيها لمعرفته ان الحوثيين سيتوجهون نحو عدن للسيطرة عليها وتسليمها لإيران فحدث ذلك فعلا واعلنت عاصفة الحزم ولا تزال اليمن تشهد حرباً قاصمة اهلكت الشعب وخلفت ما يزيد عن 120 الف قتيل و100 الف جريح وعشرات الالاف من الاسر بين النزوح والتشرد .