للعام الثاني على التوالي يهل رمضان على اليمن ويوشك على الانتهاء، واليمنيون ما زالوا يغوصون في بحر متلاطم لم يهدأ بعد، رغم ما تم إنجازه تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. اليمنيون ما زالوا يعيشون في نفس الأجواء المتأزمة وإن خفت أو تلاشى صوت البنادق إلى حد ما.. ما زال القلق يخيم على حياتهم..، وما زال الحديث المتسيَّد يدور في نفس المربع الأول، ولم ينتقل إلى أي مربع آخر لأن هناك من لا يريد لليمن واليمنيين الخروج من أزمتهم وفقاً لوفاق أو تسوية أو بعيداً عن ثقافة الكراهية والأحقاد.. النهاية التي يريدها معظم هذا الشعب الحالم بحياة آمنة ومستقرة ليست قريبة ولم تهل بشائرها بعد..، كما أنها لن تأتي بسهولة وإن بذلت الجهود والمساعي للملمة الأوراق المتناثرة كون الصورة غامضة وأجراس التغيير ما زالت أصواتها ضعيفة.. عام ونصف منذ بدء الأزمة السياسية، وأكثر من ستة أشهر منذ التقى الجمعان في حكومة وفاق..، والنتيجة لاشيء.. لا أمن ولا استقرار.. ولا حياة بدون سماع أو ترديد نفس الكلام الممل والمبكي فى آن.. لم تنجز حكومة الوفاق شيئاً يدفع هذا الشعب للتفاؤل ويزيح عنه الوجع المليء بالآهات..، بل إن كل إنجازات حكومة الوفاق يكشف عنها رئيسها محمد سالم باسندوة من خلال إما ذرف الدموع أو الاعلان عن تبرع الدولة بملايين لصالح المعاهد والكليات المفرخة للارهاب..، فيما تشهد بعض بلدان العالم العربي حملات تبرع لصالح المنكوبين في اليمن جراء الصراع السياسي البائس الذي أدخلتنا فيه الجماعات الإرهابية وحزب التجمع اليمني للاصلاح!.. ما الذي قدمته حكومة الوفاق الوطني لأبناء هذا الشعب..؟ بالتأكيد لم تقدم شيئاً لصالح هذا الشعب.. بل نراها تعمل لصالح حزب أو أحزاب بذاتها ولصالح قيادات »مشيخية« و »ثورية«، وتنفيذاً لسياسات لا علاقة لها بالشعب لا من قريب ولا من بعيد.. من حق هذا الشعب البائس أن يعيش.. من حقه أن يهدأ وينام وهو مرتاح البال بعيداً عن سماع القوارح وعن المنغصات التي تعكر باله وتفكيره.. من حق هذا الشعب أن يعيش بهدوء واطمئنان.. من حقه أن يشعر بأن هذه الحكومة الوفاقية تعمل من أجله..، لا من أجل مصالح أفراد وشخصيات تنظر للشعب نظرة استعلاء..، وتبحث عن مصالحها على حساب أكثر من عشرين مليون مواطن.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: متى يعيش هذا الشعب بهدوء.. متى يشعر بأن حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوة تعمل من أجله.. وتفي بكل التزاماتها التي قطعتها على نفسها عند أدائها اليمين الدستورية؟!.. نقلاً عن صحيفة تعز