قال السفير البريطاني، مايكل آرون، إن خلو اليمن من أي تأثير إيراني، وسلامة السعودية الكاملة، هما أهم أهداف بريطانيا في اليمن. وأكد السفير آرون، في حوار مع صحيفة "الرياض"، أن لا تسوية سياسية قادرة على إنهاء الحرب في اليمن دون تحقيق هذا الهدف. وقال: "نحن الآن متفائلون بقدرتنا على إجبار الحوثي على تطبيق اتفاق ستوكهولم". واستدرك: "من حق السعودية أن تكون غير واثقة بوعود الحوثيين، ولكن يجب أن يعلم شركاؤنا السعوديون أن أهدافنا لليمن ليست بعيدة عن أهدافهم، وأولوياتنا متقاربة معهم، نعم نحن ندفع لحل سلمي وسياسي ولكن لا نتهاون مع ضمان أمن واستقرار المنطقة وتطهيرها من أي نفوذ إيراني قد يصل إلى الحوثي أو غيره". وتابع "سنستمر بالدفع لإجبار الحوثيين على الالتزام بكل ما اتفقنا عليه في الحديدة ونتوقع حدوث هذا في الأسابيع المقبلة". واعتبر السفير البريطاني وصول الفريق الأممي إلى سواحل البحر الأحمر مؤشراً إيجابياً على أن الحوثي لن يتمكن من المراوغة أكثر. وأردف "نحن مدركون لكل ما يحدث ونراقب الحوثي ولن نقبل سوى بالتزامه باتفاق الحديدة". وحذر سفير المملكة المتحدة من أنه "سيكون هناك تحرك واستجابة دولية جادة إذا ما انتهكت الميليشيات الحوثية الاتفاق". وأضاف "نحن الآن نراقب عن كثب تصرفات الميليشيا ولا نترك لها مجالاً للتحايل، نحن واضحون في طروحاتنا ونسعى لتحقيقها، وهي طروحات غير بعيدة عن الهدف السعودي، إذ نؤكد على أن أي حديث عن مستقبل اليمن يجب أن يضمن أمن حدود السعودية وكل الخليج، ونأخذ بعين الاعتبار استهداف السعودية بالصواريخ، ونفهم تهديد الحوثيين لحركة الملاحة في البحر الأحمر، وهذه كلها أمور نضغط باتجاه تطبيقها لإنهاء الحرب في اليمن". وأوضح أن المملكة المتحدة تدعم الحل السياسي في اليمن بالشكل الذي تراه المملكة بتطبيق الاتفاقيات استناداً إلى إطار العمل الوارد في قرار مجلس الأمن رقم 2216 لإرساء الاستقرار والسلام في يمن موحد. واستطرد قائلاً، "ترى بريطانيا في هذا الخيار الحل الأسلم بعد التعمق بطبيعة التوجهات الأخرى التي لا ترى بريطانيا أصلاً إجماعاً عليها من سكان المنطقة الواحدة". وبين السفير ارون، أن قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية، لا يمكن تجزئته عن دعم وتسليح حزب الله لميليشيا الحوثي البدائية التي تحولت إلى شكلها الخطير الحالي بفعل تدريب حزب الله ودعم إيران. وتابع القول "دور إيران وحزب الله في اليمن من دون شك هو الأسوأ على الإطلاق، العلاقة بين حزب الله والحوثي هي علاقة حقيقية وموجودة، وطبعاً لا تقبل بها بريطانيا". وأضاف "نحن لا نختلف في أهدافنا في اليمن مع السعودية، فلا حل سلمي ولا انتقال سياسي من دون تطهير كامل لليمن من أي دعم أو نفوذ إيراني. نريد الخليج العربي مستقراً وآمناً، وغير ذلك فهو ضرر سيمس بمصالحنا، ولذلك من أهم أهدافنا وراء الاتفاقات لإرساء السلام في اليمن هو الفصل الكامل بين إيران والحوثيين". وتطرق السفير البريطاني إلى الأوضاع الإنسانية في اليمن.. مشيداً بالدعم الذي تقدمه السعودية لمساعدة ملايين المتضررين من الحرب. ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية تقود إلى تهدئة الأوضاع عموماً في اليمن وتدفع نحو تحقيق الأهداف المنشودة لإرساء السلام والاستقرار. واستدرك بالقول "الحوثيون لا يريدون هذا السلام بسهولة، توزيع المساعدات يتعرض لتسييس واستغلال كبير من قبلهم بكل تأكيد". وتابع: "رأينا الحوثيين يمنعون دخول قوافل المساعدات عبر الحديدة، وكانت تحمل أغذية لأكثر من 3.5 ملايين شخص لمدة شهر وتم إهمالها، إلا أننا نستبشر بتمكن المسؤولين الأمميين مؤخراً من الوصول إلى الميناء بعد ضغوطات على الحوثيين". وحول رؤية بريطانيا لمستقبل اليمن بعد انتهاء الحرب.. قال السفير مايكل آرون "نراه يمناً موحداً كما تراه السعودية وقرار الأممالمتحدة، وذلك لسبب بسيط وعملي جداً وهو أن غير هذا الحل يعني صراعات أكبر أراها بأم عيني في كل جلسة واجتماع مع جماعات جنوبية مختلفة".
واختتم السفير البريطاني حديثه قائلاً: "نفهم، طبعاً، مطالب اليمنيين وطموحاتهم، ولابد أن يأتي اليوم الذي يقررون فيه مصيرهم بأنفسهم، ولكن نعرف كذلك أبعاد الوضع، ونشترك مع أميركا والسعودية في هذه الرؤية، حضرموت غير أبين غير شبوة، وفهم هذا مهم جداً لفهم اليمن، وهذا سيكون موضوعاً مهماً للنقاش في المستقبل، ولكن لا نرى أبداً أي موقف موحد ومنتظم مع الانفصال يجمع عليه الجنوبيون مثلاً بالشكل الذي يحاول أن يصوره البعض، ولذلك سنستمر في دعم الرؤية السعودية؛ لأنه الخيار الصائب ما دام الهدف هو منطقة مستقرة وآمنة تجنبنا حرباً أخرى بعد الحرب المريرة الحالية".
