منذ أكثر من عشرة أيام ما زال جزء من شارع جمال عبدالناصر وسط مدينة تعز مقطوعاً من قبل عدد ممن يسمون أنفسهم »عسكر« وبحجة قطع مستحقاتهم الشهرية ورفض تسليمها.. قطع الطريق أصبح الوسيلة التي يلجأ إليها المطالبون بالحقوق أو المحتجون على بعض الممارسات الخاطئة هنا وهناك.. في تعز ليست هذه المرة الأولى التي يقوم بها هؤلاء بقطع الطريق في شارع جمال هدفاً في تنفيذ مطالبهم، بل سبقها مرات عدة إلا أنها في السابق لم تكن تستمر أكثر من يومين أما الآن فقد تعدت اليومين ووصلت إلى العشرة أيام.. من يقطعون الطريق ويمارسون هذا السلوك الخاطئ يتذرعون بمطالب وحقوق أو بممارسات خاطئة..، ورغم أن ما يقومون به يندرج في إطار الممارسات الخاطئة والمشينة إلا أنهم لا يعترفون بذلك ويسمون قطعهم للطريق حقاً مشروعاً!.. أجهزة السلطة المحلية والأمنية إلى اليوم لم تحرك ساكناً ولم تقم بواجباتها المناطة بها لإنهاء هذا التقطع، وحل الاشكالية التي دفعت هؤلاء إلى قطع الطريق، بل يبدو أنها وجدت في سكوتها وغض الطرف عما يحدث الحل الأنسب.. أو يبدو أن لديها شيئاً آخر ما زالت تفكر به ولم تصل بعد إلى النتيجة التي ستدفع المتقطعين لإنهاء قطاعهم وعودتهم من حيث أتوا!.. الصورة القاتمة اليوم في هذا الجزء من شارع جمال عبدالناصر تعكس أن الدولة غائبة في تعز، وأن أجهزتها الأمنية والمحلية مشغولون بأشياء وأمور أخرى.. كما تعكس لا مبالاة حقيقية من الأحزاب والتنظيمات السياسية وفي مقدمتها أحزاب المشترك التي ظلت طيلة الفترة الماضية تتشدق بتحسين الأوضاع والمطالبة بالتغيير وإنهاء كل الممارسات الخاطئة، وسيرت المسيرات والمظاهرات »المليونية« من أجل ذلك، ونراها اليوم تغرس رأسها تحت التراب وكأن ما يحدث لا يعنيها مطلقاً!.. أين السلطة المحلية وأين الأحزاب والتنظيمات السياسية وأين منظمات المجتمع المدني وأين علماء الدين وأين »المشائخ« والشخصيات الاجتماعية والمثقفون.. أين هم جميعاً لا يعملون أو يسعون لحل قضية هؤلاء باعتبارهم كما يقولون أصحاب حقوق، وبالتالي ينهون هذه الممارسات والتقطعات التي أساءت لتعز ومدنيتها وثقافتها.. وأبنائها الذين ابتهجوا طرباً وفرحاً باختيار محافظتهم عاصمة للثقافة اليمنية؟!.. لم يبق في تعز شيء يعكس مدنيتها وثقافتها.. فصور التقطعات والمظاهر المسلحة طغت على كل شيء وأصبحت الحياة في كل أركانها وأجزائها محاطة بالألم والوجع.. فإلى متى يستمر هذا القطاع وتلك الصور الموحشة التي يعكسها المسلحون ويرسمونها وجعاً وألماً في كل أجزاء المدينة التي فقدت حلمها ومات كل شيء فيها!.. مدينة هكذا حالها وحال أبنائها يقيناً لا تستحق أن تكون عاصمة للثقافة اليمنية!!.. نقلاً عن صحيفة تعز