تتجول عدد من القيادات المتطرفة والشخصيات السياسية والاجتماعية والحزبية المتهمة بالتعاون ودعم تنظيم القاعدة وارهابييهم المنتشر بعدد من المحافظات والمناطق اليمنية، يتجولون في صنعاء بكل حرية وأمام مرأى ومسمع من الأمن وحماة الوطن الأشاوس ودرعه الحصين فمعظم هؤلاء ادرجت اسماؤهم في القوائم السوداء ومن الداعمين الاساسيين للارهاب بكل صوره وأشكاله، وأدينوا بارتكاب أو التورط بعدد من الجرائم اللا انسانية المخالفة لسنن الحياة وقيم الشرائع والمواثيق، وأبرز اولئك عبدالمجيد الزنداني صاحب براءات الاختراع الشبابية - عفواً الخداع- والقائد العسكري الميداني النائب منصور الحنق- وغيرهم الكثير ممن تلبسوا عباءة الدين والتدين لبث مفاسدهم ونفث سمومهم في عقول الشباب ولاختراق راية التصحيح والتغيير الأفضل، وآخرون ممن وضعوا ذممهم تحت مقصلة ارضاء نزوات بعض السياسيين او المتسيسين الذين لم يبلغ بهم حلم السياسة ودخول معتركاته.. لدى أجهزة الامن دلائل قطعية على تورط أولئك وأمثالهم من علماء السياسة في أكثر من قضية تمس مصالح البلاد وأمنه واستقراره وسيادته وتعريضه للخطر وعلى رأسها ملف الارهاب والقاعدة الذي خرج من تحت عباءة الاخوان المسلمين «حزب الاصلاح الاسلامي».. لكن هذه الاجهزة تحجم عن إلقاء القبض عليهم أو مراقبة تحركاتهم وهو مايثير حفيظة الكثير من أبناء الوطن وزادت مخاوفهم من وصول هؤلاء الى الالتقاء برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي كان يعتقد ان يقدموا له النصح والمشورة والنصيحة التي تساعد على انقاذ البلاد بالتوافق مع نصوص المبادرة الخليجية وآليتها والتزامات اليمن تجاه القرار الدولي (2014).. وهو الاعتقاد والتوقع الذي كان ينتظره سلفه علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق.. لكنهم جاءوا إليه بجملة من المطالب والاشتراطات والتهديدات لمسار الحوار الوطني الشامل المزمع عقده بين مختلف مكونات ابناء الوطن في الداخل والخارج وعرقلة المرحلة الانتقالية السلمية التي اخذها الشعب اليمني، وهي المطالب التي أعادت الى أذهان البعض سيناريوهات (93،94م)، ورؤية الهيمنة والسيطرة على كل شيء التي تستبد بأمثال هؤلاء العلماء أو الفقهاء..
شهداء القوات المسلحة والأمن
جميع خطابات وبيانات احزاب اللقاء المشترك وشبكاتهم وسياساتهم لم تبد أي تعاطف أو ترحم على المئات من شهداء الوطن الذين أدوا واجباتهم في الدفاع عن النظام الجمهوري وشرعيته الدستورية والديمقراطية التي وضعت تحت طائلة ومجهر قوى التخلف والضلال.. فخلال الأزمة المستمرة منذ عام ونصف والتي يثبت فيها رجال القوات المسلحة والامن مواقف بطولية وشجاعة في الذود عن الوطن أمام المشاريع التآمرية والاهداف الضيقة والشخصية ولترسيخ مداميك الامن والاستقرار إلا ان نظرة الاستهداف الشخصي لهذه القوة لاتزال مستمرة سواء أكان ذلك في ارحب ونهم والحصار المطبق على ألوية الحرس الجمهوري المرابطة فيها لحفظ الامن والسكينة العامة، أو من خلال مليشياتهم الحزبية المقاتلة في صفوف القاعدة وتنفيذ هجمات على أبناء القوات المسلحة والأمن.. المئات من الشهداء من هؤلاء الأبطال وهبوا حياتهم من أجل إشاعة الامن والاستقرار ومكافحة الظواهر السيئة الفكرية أو الثقافية أو السياسية أو الاجتماعية.. حتى حادثة الاثنين الأسود 21مايو الماضي البشعة وغير الاخلاقية لم تثر مشاعر قادة الارهاب وزعاماته السياسية والدينية.. التي حاولت فرض أجندة مناقضة لمشروع الدولة المدنية الحديثة وطموحات وتطلعات الشباب الذين تعرضوا لعملية سطو سابقة وبراءة «خداع» الزنداني وطلاب جامعته (مصنع انتاج الانتحاريين) ويدركون اليوم مضامين بيانه المزعوم وعلماء حزب الاصلاح الذين يحملون الحقد الأسود لكل أماني وتطلعات وأحلام الشعب ومكاسبه العظيمة انطلاقاً من موقعهم الخاص القاضي باستعادة الدولة الاسلامية دولة الخلافة عبر طلبنة اليمن وعرقنته عبر تمازج الحكم بأدوات ووسائل الشيطان . مفترق طرق
ونعتقد ان اليمن يقف اليوم أمام مفترق طرق، وفور انقضاء لقاء الرئيس هادي بالزنداني وجماعته الاسبوع الماضي اتجه الاخير الى اجتماع طارئ للترتيب للمرحلة القادمة بعد رفض رئيس الجمهورية كل مطالب القاعدة والزنداني والتي من أبرزها دخول القاعدة الحوار الوطني القادم وايقاف العمليات العسكرية المتواصلة عليها في أبين وبعض المناطق الجنوبية، وهو الأمر الذي يرفضه الجميع، اذ حذر خبراء ومحللون من خطورة الاقدام على محاورة ارهابيين وقتلة الاطفال والنساء، فذلك يعطيهم صكاً بالغفران بكل الجرائم التي ارتكبوها ويقوي شوكتها القاعدة ويعزز من ثقتها وصحة ما كانت تدعيه وما تعمل من أجله داخل المجتمع.. وعلى الصعيد الدولي سيحول اليمن الى مركز للقيادة الرئيسية لهم مستقبلاً خاصة بعد تقويض سيطرتهم ونزعتهم في باكستان وافغانستان ما يجعلها مكاناً لادارة الحروب في العالم وتقويض عمليات الامن والاستقرار في مختلف دوله . جهاديون آخرون
ويتوقع مراقبون بأن من وصفهم الزنداني ب«شباب الصفوة» مستعدون اليوم لتنفيذ عمليات انتحارية واستهداف قيادات الدولة المؤثرة والداعمة لعمليات مكافحتهم ومحاربتهم ومن يعتبرون في نظرهم «عملاء للامريكان» خاصة في ظل الانفلات الامني الذي يتعمد إحداثه البعض من اللاعبين الاساسيين التي كشفت عنهم الأزمة اليمنية وعلى رأس ذلك الجنرال المتمرد علي محسن وآخرون.. الى جانب عدم امتثال أحزاب المشترك بإنهاء مظاهر الأزمة وبالذات اخراج المليشيات المسلحة من العاصمة وعدم قدرة الحكومة الوفاقية واللجنة العسكرية ايضاً من فرض سيطرتها على البلاد وبالذات امانة العاصمة صنعاء التي يتهددها شبح اقتحام القاعدة لضرب المصالح الاجنبية والحكومية واستهداف رموز وقيادات الدولة وما شهدته الايام الماضية في هذا السياق يدلل على النهج الجديد القديم لعناصر القاعدة وتعاون ومساندة مليشيات الاصلاح «الاخوان» الذي يسيطر على تكتل اللقاء المشترك المعارض /الحاكم اليوم.. ويبقى السؤال اذا ما تحققت توقعات المراقبين ونفذت مخططات تحويل العاصمة صنعاء الى شبح الموت فهل سيكون الحوار مع هؤلاء والاعتراف بهم كقوة سياسية أم سيتم التحاور معهم عبر اللغة التي يفهمونها ويمارسونها ليل نهار ضد المدنيين وابناء القوات المسلحة والامن في مختلف المناطق.. والاجابة ستكشف عنها الايام القادمة بقوة وصرامة القرارات المتخذة باتجاه استئصال الآفة أم في مهادنتها واعتبارها واقعاً لابد من معايشته وتذوق آلامه ومآسيه..؟