لتصلك أخبار"اليمن السعيد"أولاً بأول اشترك بقناة الموقع على التليجرام انقرهنا في الذكرى الأولى لانقلاب الجماعة المسلحة وحليفها صالح على شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خرج أبرز المنظرين الدينيين للحوثيين بفتوى من شأنها أن توغل في الدم اليمني المسفوح منذ عام، متجاوزة قدسية «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».
قال الثمانيني محمد المطاع بأن الرئيس ومؤيديه كفاراً، وبأن على اليمنيين الذين فقدوا آلاف وظائفهم ودُمرت منازلهم وباتوا يعيشون على الكفاف، أن يسجدوا لله بأن سخر لهم فتى طائش وجد في يده رشاشاً ولا ينفك أن يوجهه صوب أي أحد، ليستعيد ما يقول بأنه «الأحق في الحكم».
هي دعاية دينية مسخرة في يد جماعة لم ولن تكترث لليمنيين ولا لليمن، لكنها في نظر آخرين واجب ديني ملزم، وإن كان قاسياً هذا الواجب فالمقابل هو النعيم في الآخرة، إذاً فليكن الأمر وليُجيش البسطاء ولتشتعل نار الحرب بشكل أعظم في بلد يتداعى.
لكن الفتوى الصريحة لم تمر مرور الكرام على الرأي العام اليمني الذي وجد فيها مادة للتندر من جهة، ومن جهة أخرى ارتبطت لآخرين بسياق ايديولوجي ومذهبي موغل في تاريخ من الدماء والحروب والتهجير والاصطفاء الالهي.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك - تويتر - يوتيوب) بردود الفعل الممزوجة بالسخرية والسخط والأسى والتنديد، وكانت أولى الردود في سخرية مفادها، «العام الماضي أخرج الحوثيون الرئيس هادي من البلاد، واليوم يخرجونه من الإسلام».
مقدم البرامج الساخرة في تلفزيون يمن شباب أسامة الصالحي، علق على الفتوى من خلال تحية صباحية وجهها لجمهوره «صباح الخير يا كفار»، ليرد عليه نعمان القردعي «صباح الخير يا أبي لهب».
وندد الكاتب والصحفي فتحي أبو النصر بالفتوى، وقال «مكنونا تكفيريين تكفيريين طيب وتكفير المطاع لهادي أو من هم ضد كهنوتية الحوثي مايجعلكمش تكفيريين برضو»، في إشارة للحرب التي شنها الحوثيون في البلاد ضد المدنيين بدعوى محاربة «التكفيريين والدواعش».
الأكاديمي في الفلسفة والدراسات الإنسانية معن دماج هاجم نخبة الرأي العام في اليمن والذين كانوا في يوم من الأيام يصطفون ببلاهة ضمن مؤيدي الجماعة المسلحة وما زال بعضهم، وافترض ردوداً لبعض المثقفين اليمنيين بصورة تهكمية، «الفتوى مدنية ونطالب العلامة الوالد المطاع بتكفير ثلاثين بالمائة من النساء حسب الكوتا ورفض زواج الصغيرات .. مابش داعي يا سيدي محمد لتكفيرهم .. نقتلهم بتهمة الخيانة وصلى الله وبارك».
مدير مكتب تلفزيون الجزيرة في اليمن سعيد ثابت، أشار إلى أن الشعب اليمني كافر وفقاً للفتوى «العدد الاجمالي لسكان اليمن: 22 مليون يمنيا ويمنية، عدد المسلمين: 220 ألف يمنيا فقط بمعدل ألف من كل محافظة، يبقى عدد الكفار: 21مليون و780 ألف يمنيا يمنية.
أما وزيرة الثقافة في الحكومة اليمنية أروى عثمان، قالت «فقه القبور يستعر في زمن الحروب، بضاعتهم كالسوق السوداء التي يتنهاهشون عليها وفيها ويخلفون ورائهم مليون محرقة وجهنم في كل بيت».
علق المحامي هائل سلام على الفتوى، «لنتجاوز شرك الإصطراع والاحتراب الديني المذهبي، فالدفاع عن الأرض والعرض والدين، في نزاع داخلي- وبين مسلمين - ضلال مبين..لندافع عن الحرية والكرامة والمواطنة، ومن أجل دولة قانون وعدالة لكل اليمنيين».
أما الباحث في الدراسات الإسلامية زايد جابر ربط الفتوى بسياقها التاريخي، ونورد بعض مما قاله «والحق ان المطاع وغيره من علماء الهادوية لم يخرجوا قيد أنملة عن تراث الإمام الهادي مؤسس هذا الفكر التكفيري باليمن ، فقد كان يكفر بني عمومته من بني العباس الذين اغتصبوا عليه الحق الالهي في السلطة كما يزعم وقد جاء الى اليمن بهذا الخطاب الجهادي التكفيري مؤملا ان يلتف اليمنيون حوله ليحققوا حلمه في استعادة حقه الالهي المزعوم في الملك، وحين وجد تخاذلا بل ورفضا من اليمنيين، اعلن الجهاد عليهم وتكفيرهم كحكام بني العباس، فاذا كان بني العباس ظالمين لأخذهم السلطة عن اهلها فان من يواليهم من اليمنيين وغيرهم حكمه حكمهم، وفي هذا يقول الامام الهادي :"... لا تجوز موالاة الظالمين لأحد من المؤمنين، وموالاتهم فهي: مودتهم ومحبتهم».
يضيف جابر «ومن يعود إلى سيرة الهادي التي كتبها ابن عمه وقائد جيشه سيجد أنها تمتلئ بأقوال الهادي ومعاونيه في تكفير معارضيه من اليمنيين فهو انما جاء الى اليمن من أجل : جهاد أناس بدلوا الدين عنوة ... ودانوا بدين للكتاب مجانب ان تلكؤهم بل ورفضهم الانخراط تحت لواءه والقتال معه دليل فسقهم وكفرهم». في سياق جابر، قال الصحفي والكاتب السياسي عبدالعزيز المجيدي بأنه «ما صدر عن المطاع ليست أول عملية تكفير تصدر عن هذا المنبت الشيطاني.
الهادوية تأسست على تكفير المخالفين وكل من لم يؤمن بالإمامة الحصرية للبطنين، هو يدعو في فتوى الى الجهاد وتكفير رئيس السلطة الشرعية، كما صدر عنه مؤخراً».
يضيف «قبل المطاع دعى المحطوري للجهاد، وهي الدعوة نفسها التي اطلقها ربيب إيران وفتاها الأبله، عبدالملك الحوثي، عشية الهرولة الى عدن، ويرددها في كل خطبه».
وسرد المجيدي حيثياته، واختتم كلامه بأن «السلطة، والسلطة وحدها الهدف، بغطاء تطبيق دين "آل بيت" يعتاشون على دعاوى عرقية سخيفة حولت النبي،الى أب مؤسس لعائلة ارستقراطية، يورث احفاده " الأدعياء" القادمون من طبرستان، وفارس، الشرف والحكم، وينظر بغطرسة واستعلاء الى ما عداهم، إنهم كتلة من التعصب الأعمى، ولقد كانوا بحق ومازالوا ألد اعداء الرسول الفعليون وآل بيته».