إن ما تعرض له أمين عام المجلس المحلي لمحافظة تعز ( محمد أحمد الحاج ) في المركز الثقافي أثناء إقامة فعالية حوارية , من عدوان لفظي ومادي من قبل مجموعة تم تجنيدها لتنفيذ هذا الغرض العدواني الهمجي ؛ يؤكد أن حواراتنا برمتها ليست سوى تكريس للانقسامات وتعميقاً للعدوان والبغضاء , وأن قاعات الحوار ليست سوى صالات لاستعراض القوة وتصفية الحسابات , وممارسة الابتزاز السياسي بوقاحة ورعونة سياسية . إن هذه الممارسات الناتجة عن تفكير مأزوم متحللاً من أدنى قواعد وقيم الأخلاق لن تعشوشب في ظلها خمائل السلام والتآخي المنشود من إجراء الحوار , ولن ترسخ قواعد الحرية والاعتراف بالآخر .. إنها فقط تكشف لنا مدى ما وصل إليه بعض البشر من فجور في إدارة خلافهم مع الآخر , واستباحتهم الفجة لكرامة الإنسان , وانتهاكهم لآدميته . ثم لماذا هذا الاستهداف السافر للأمين العام الذي يعرف معظم الناس أنه دائماً يتحاشى الوقوع في مصائد السياسة هروباً من تبعاتها , ومما يترتب عليها من عداوات وخصومات , بل أن السياسة لم تصادف هوىً في نفسه .. إنه ليس بريئاً من العيوب والمثالب , ولكنه يمارس عيوبه ومثالبه في ميادين تنفيذه لمهامه الإدارية والفنية البحتة كأمين عام لمجلس محلي فقط , وليس كقائد سياسي . قبل أشهر اعترضته مجموعة ثورية مكونة من أحد عشر رجلاً وامرأتين ( سموا أنفسهم مسيرة مليونية ) عندما كان ماراً من أمام حديقة جاردن سيتي , وأمطروه بوابل من السباب والشتم , وانهالوا على سيارته لطماً وركلاً في مشهدٍ يدل على جوهر ومعنى أخلاقهم وأخلاق ثورتهم , ولم نسمع أحداً بمن فيهم السلطة المحلية تطوع حتى بجملة اعتراضية , فاعتبروه الخاصرة الضعيفة لإبراز عنترياتهم . إن ما حدث اليوم للأمين العام في المركز الثقافي يُحتم على كل الأحرار والشرفاء في هذه المحافظة إدانة هذا العدوان الذي جرى أثناء فعالية من المفترض أنها أقيمت لردم خنادق التناقضات لا لتعميقها , وتجاوز الخلافات لا تكريسها , وابتكار صيغة للسلام والعيش المشترك بين جميع أبناء المحافظة التي طحنتها الصراعات , وأزهقت نيران الحروب أنفاس أمنها وسلامها ... فكيف تحولت قاعة الحوار هذه إلى ساحة لممارسة العدوان ؟ إن على الأستاذ / شوقي هائل محافظ المحافظة إعادة النظر في منظومة العلاقة , وكيفية إدارتها بين السلطة المحلية وفصائل وأحزاب السياسة . سيدي المحافظ .. اعتصم بالقانون من طوفان أطماعهم , واحتكم لقواعده بالعزل والتعيين , ولا ترضخ لإملاءات المستقوي بعصي الساحات , وصخب الهتافات الناضحة بأنتن الشتائم . انتصر لتعز ممن اختزلوها في مطامعهم الضيقة التنكيلية .. لقد أقصيت أناساً كُثرٌ من وظائفهم نزولاً عند رغبة قساوسة الاجتثاث والإقصاء , ولم تُشْبِعْ نَهَمَهم , وكلما أذعنت لمطلب أتبعوه بمطلب آخر , ولن يكفوا .. فاحكم بين الناس بالقانون , ولا تغض الطرف عمن اعتدى معتبراً أنه لا ضَيْر طالما أصاب العدوان شخصاً غيرك ؛ لأن ما طال الأمين العام اليوم قد يطالك غداً إن سكتَّ . تعلم أنني من أشد أنصارك , ومثلي كثير من المواطنين لا نرضى أن تستهلك فترة مسؤليتك في تعز وتختصرها في مراضاة الأحزاب , وتنفيذ مرامهيم .. أعد قراءة برنامجك التنموي الذي وعدت به , وابدأ بتنفيذه ؛ لأن التاريخ سيسألك غداً ماذا صنعت ؟ لا ما صنعوا بك ؟ إلى أصدقائي أعضاء لجنة التهيئة للحوار التعزي.. أما كان عليكم أن تضعوا ضوابط لسير الحوار تتضمن عقوبات ضد من يخل بها ؟ لماذا تركتم الحبل على الغارب ؟ أفيدونا أثابكم الله ...