منذ سقوط نظام المخلوع على عبدالله صالح إبان الثورة الشبابية الشعبية في 11 من فبراير 2011م ؛ وأطماع إيران ورغباتها في توسع دائرة نفوذها مستمرة وطويلة تجاه اليمن فقد وجدت في صالح فرصة بعد أن خلعه الشعب وتخلى عنه الحلفاء لتدعمه مع الحوثيين ضمن انقلاب شيعي للوصول إلى خارطة الهلال الشيعي بالمنطقة. والهلال الشيعي، مصطلح سياسي استخدمه الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين لأول مرة في حديثه ل«واشنطن بوست» خلال زيارته للولايات المتحدة أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد، تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال یكون تحت نفوذ الشيعة يمتد إلى لبنان. وبالعودة إلى ماسبق، نجد ان إيران لها أهدافها الخاصة تجاه سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم في اليمن وغيرها من البلدان العربية، فهي تهدف إلى السيطرة على باب المندب، باعتراف الحرس الثوري ثم إلى البحرين مروراً إلى السعودية رغبة في الالتحام مع المنطقة الشرقية، وإثارة القلاقل الطائفية، لتدخل بموازاة الوجود الإيراني في سوريا والعراق ثم حزب الله في لبنان. وفي السياق ذاته، اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد على جعفري، في مايو الماضي أن تدخلات إيران في اليمنوسوريا تأتى في إطار توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة. وقال «جعفري» إن ما أسماه ب«نظام الهيمنة الغربي» بات يخشى من توسع الهلال الشيعي في المنطقة، والذى يجمع ويوحد المسلمين في إيرانوسورياواليمن والعراق ولبنان، مشيرًا في كلمة ألقاها في مؤتمر تكريم ذكرى 3 آلاف شهيد بمحافظة سمنان، شرق طهران، إلى التدخل الإيراني في اليمن .
كما على أن هذا التدخل «غير مباشر»، بقوله: «يعلم الأعداء بأن لإيران تأثيرًا في اليمن من دون أن تقوم بتدخل مباشر فيه، حيث ينتفض الشعب اليمنى بنفسه، ويواصل طريق الثورة الإسلامية والشهداء والشعب الإيراني العظيم ويقتدى بهم». ولم يكن اعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد على جعفري، بأن تدخلات إيران في اليمنوسوريا تأتى في إطار توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة، زلة لسان، فقد كشف هذا التصريح الذى أطلقه في مايو الماضي، عن المخطط الحقيقي لدولة إيران للسيطرة على الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والعراق واليمنوسورياولبنان والإمارات، وبات هذا الاعتراف بوابة كشف المخطط الإيراني التوسعي على حساب الدول العربية.
وتتسلل إيران إلى الدول العربية عبر القنوات الشيعية سلاحها في نشر التشيع في الدول العربية السنية، فإيران لها عدد من القنوات تجاوز عددها ال100 قناة تبث على أقمار في نفس المدار الذى يشغله النايل سات، وهو ما يسمى ب«التردد 7 شرقاً» وتشكل قنوات الشيعة خطورة على الأمن القومي واستقرار البلاد العربية «السنية»، خاصة، فقد أصبحت داخل كل بيت ، تحرض على إثارة الفتن في الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية واليمن والإمارات والبحرين والكويت .
ويقول خبراء محللون إن مواجهة هذه المخططات تستوجب على الدولة العربية ان تستيقظ لمخططات إيران في المنطقة والتصدي له بكل حزم، عن طريق تفعيل التحالف العسكري، الذى أعلنت عنه السعودية رسمياً في ديسمبر الماضي، وهو التحالف الذى سيشكل ورقة قوية للضغط على إيران لوقف مخططاتها، خاصة أنه يضم أقوى الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها تركيا ومصر والأردن، ويمكن لمصر وتركيا والسعودية تشكيل «المثلث السنى» لردع إيران.
ويضيف هؤلاء أن التحالف الإسلامي يشمل 34 دولة لمواجهة المد الشيعي ، وتم تشكيله في الأساس للتصدي للإرهاب، وحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية