أثار عرض عسكري، حضره رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، اليوم السبت، سخط قيادات في “الحراك الانفصالي” الموالي للإمارات. وحضر بن دغر العرض العسكري، الذي توشح فيه الجنود العَلم اليمني، على غير السائد، في العاصمة المؤقتة، التي تعد تحت سيطرة الإمارات فعليا، عبر ميليشياتها التي يطلق عليها قوات “الحزام الأمني”، إذ القوات الأخيرة، علم الشطر الجنوبي، أو ما يعرف ب”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” سابقا.
وحضر بن دغر الاحتفال ومعه عدد من المسؤولين الحكوميين، في ساعات الصباح الأولى،، عرضاً عسكرياً،أقيم في الكلية العسكرية بصلاح الدين في مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة”.
ويأتي احتفال الحكومة الشرعية بذكرى أكتوبر بعد عملية استعداد وحشد كبيرة يقوم بها “الانتقالي الجنوبي” لحشد أنصاره إلى ساحة المعلا، بعدن، حيث يعتبر الأخير، أن العاصمة المؤقتة عدن، أصبحت حكرا عليه ولأنشطته، لكن الاحتفاء الذي حضره رئيس الوزراء، ورفعت فيه الأعلام اليمنية، أصاب قيادات “المجلس” المدعوم إماراتيا، ب”الارتكاب والصدمة” معا. وفقا لمراقبين.
وقال القيادي الجنوبي، في الحراك الانفصالي، أحمد عمر بن فريد متسائلا: “كيف تم إدخال هؤلاء إلى عدن”؟، في إشارة إلى القوات العسكرية التي نفذت استعراضا عسكريا بالعلم الوطني.
وأضاف: “خطرهم أكبر بكثير من عناصر الإصلاح..يجب التعامل بحزم مع هذه الخديعة التي يحيكها بن دغر”.
ونشر بن فريد صورة للجنود وهم يتوشحون الأعلام الوطنية، ويستعرضون في الكلية العسكرية بعدن، أمام مسؤولين حكوميين بارزين.
وأشار الصحفي الجنوبي عبد الرقيب الهدياني إلى أن “أكثر من خمسة آلاف جندي في عرض عسكري اهتزت له عدن صباح اليوم، خطف الاضواء ولم يعد لمهرجان الانتقالي معنى”.
وأعرب قيادي في”المجلس الانتقالي” عن خيبة أمله وصدمته من الحفل الذي حضره بن دغر بالقول: بن دغر قصم ظهورنا والعرض العسكري ضربة قاضية احبطت مفاجئة عيدروس”.
وحذر بن دغر في كلمة له من مغبة اسقاط الجمهورية مرة ثانية، والسيطرة على السلطة بالقوة، في إشارة إلى “المجلس الانتقالي” الذي أعلنت قياداته بأنها تمضي نحو “الاستقلال بخطى ثابتة”.
واعتبر مراقبون أن حضور الحكومة احتفالا بذكرى أكتوبر، على هذا النحو، يأتي ردا على تصعيدات “المجلس الانتقالي”، المدعوم من أبوظبي والتي عادة ما تطلق تصريحات “عنترية” تتمحور حول “الانفصال وتقرير المصير”، وبأن العاصمة عدن أصبحت “محمية” خاصة ب”مجلس عيدروس” دون غيره.
وذكرت روايات متطابقة أنه وعقب انتهاء الحقل أطلقت “الحزام الأمني” النار على الكلية العسكرية التي جرى الاستعراض فيها، الأمر الذي جعل جنود الكلية يردون على مصادر النيران.