* وأما بعدما تناهى إلى سمعي وأسماعكم من خطب الأمس من التحريض وما يدور في مناطق عديدة في اليمن من مواجهات فإن الوضع جدا خطير ومستقبل السلم الاجتماعي والوطني على كف عفريت .. الوضع خطير وينذر بالمزيد من المواجهات الطائفية المذهبية التي يرتفع أوار نارها أكثر في دماج بين الحوثيين وبين السلفيين فيما تقوم أطراف قبلية وحزبية ومذهبية وخارجية بالنفخ هنا وهناك.. والغائب الوحيد عما يحدث هي دولة اختصرت مهمتها في إرسال أبو أصبع إلى صعدة ..وحكومة مشغولة بمصالح أعضائها الذين لا يجدون من الوظيفة والدور غير المطالبة بضبط النفس وهي مطالبة لا تقر حقاً ولا تردع باطلاً. * وفي زمن يمني مفخخ بالتصادمات والتحالفات وهذا التناغم المنافق بين الحوار وبين الدمار ما أصعب الوصول إلى الحقيقة بعيداً عن غلبة الأصوات العالية والأعيرة الماضية قتلا في أبناء الدين الواحد والتراب الواحد واللغة الواحدة .. فضلاً عن صلة النسب والصهارة والجوار * لم تعد النار التي تهددنا من مستصغر الشرر وإنما صارت النار بنت النار ..والدم وليد الدم.. والنزيف حصاد النزيف "فالسلفيون يطلبون النصرة في دماج من الحوثيين ويتحدثون عن عشرات القتلى والمصابين، والحوثيون يعلنون ضيقهم من وجود طلبة علم أجانب يجمعون بين الكتاب والسلاح ويشكلون خطراً فيما الأبرياء ينزفون. *وحتى صنعاء لا تستطيع إخفاء مواجهات وحروب باردة وساخنة بين الوقت والآخر على خلفيات مذهبية رأيناها في صراعات المساجد ونرى أحد عناوينها بجوار جامع القبة الخضراء حيث يشكون من يصلون على الرصيف والشارع مما يصفوه السيطرة على الجامع ظهر كل جمعة.. وغير خاف كيف يتحول رمضان شهر الصبر على المكاره وتمثل الرحمة إلى موعد سنوي مع غزوات صلاة التراويح. *ودائما فإن وراء ما يحدث في دماج وغيرها خطاب مذهبي هنا وهناك يدعي الوصاية والامتياز على الدين وعلى الوطن تحت مسميات هؤلاء تكفيريون وهؤلاء رافضة وما إلى ذلك من الأوصاف التي تستحضر لغة الدم والثأر ولا يأخذون من القرآن العظيم معنى استهلال سوره ب"بسم الله الرحمن الرحيم" حيث اختار الله سبحانه وتعالى اسمين من أسماء الرحمة رغم أنه تعالى الجبار المتكبر ..ولم يأخذوا بسماحة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوصي لا تقتلعوا شجراً ولا تقتلوا بهيمة ولا طفلاً ولا امرأة فما هذه المواقف السوداء التي تأخذ البلاد والعباد إلى الوراء. * اليمن في محنة من كبارها وعلمائها ممن يسيئون استخدام سلطاتهم فيشجعون كل من يعرف بخارطة الطريق على أن يقطع الطريق والمواجهات باللجان ومسارات الحوار بمسارات الفرجة على النزيف. *أيها الجالسون على صدر وطن يئن ..البلد في خطر الفتن وحروب وتكدير الأمن فيما تثابرون في وضع رؤوسكم داخل الرمال دونما خوف من الله أو احترام لكون الشعب يرى تواطؤكم ويسمع صمتكم بوضوح..!