قالت لي: رفقاً بالقوارير.. تجهل أنها تتحدث عن زمزميةٍ عتيقة كتلك التي يستخدمها العسكر.. وتلبس جلباباً كتلك الزمزمية المشاعة.. تريد حباً إسلامياً مغلَّفاً بقيام الليل وصيام الاثنين والخميس.. وإفشاء السلام على الغرباء. *** هي الآن ترسل الكلام الدافئ مخلوطاً بعذاب القبر.. ولا بد أن تذكر أن الفجر قد اقترب،وأن الصلاة ستقطع هذه الدردشة كما يقطع الموت خيط الأمل.. ثم تأتي في اليوم التالي لتتحدث عن سعد بن عبادة، وهي تعتقد أنه عضو في نادي القصة. كل يوم تنسى ركعة من صلاتها كي ترتاح السجادة قليلاً، اتجهت إلى المزاد لبيع سجادتها قابلها متصوّف ومجنون، وجموع كبيرة يحملون مباخر ونباحاً معلّباً، وصلوات مشروخة كشهوة عروس مات زوجها وهي تبحث عن فستان ترتديه لأجله.. *** ما أقسى أن تتحدَّث وأنت تتوهَّم أن هناك من يصغي إليك. كجنديٍّ يحدِّث نفسه بالخروج من حقل ألغام ويتوسَّل بآلهة لم يتَّصل بهم من قبل!! كغريقٍ يرى الشمس من تحت الماء، ويمدُّ لها يده التي كانت تُطبق على فمه كي يتوقف عن الثرثرة. كإمامٍ يُصلِّي بالفراغ رغم خشوعه الذي يكاد يقتله.. كسمكةٍ تلفظ آخر أنفاسها، وتتوسَّلُ الصياد أن يخرج السنارة من فمها كي تقول أمنيتها الأخيرة.