القتل في يمن الحكمة والإيمان دين فوق جميع الأديان، إيديولوجية تعتنقها الأحزاب والتنظيمات والجماعات وهو قاسمها المشترك . إنه مثل الحصبة ومثل أي وباء لكن الحصبة وغيرها من الأوبئة تجد من يكافحها، أما القتل فينتقل بالعدوى، وبسهوله شديدة ولا يجد أدنى مقاومة . *كل الأحزاب وكل التنظيمات والجماعات في اليمن مسعورة ومصابه بسعار القتل.. كلها قتلت، وكلها تقتل، وكلها تنقل عدوى القتل إلى بقية اليمنيين . * كان على المجتمع الدولي الذي تبنى مؤتمر الحوار الوطني أن يتبنى مشروع تلقيح اليمنيين ضد سعار الكراهية وسعار القتل . *كلهم يرقصون نفس الرقصة: رقصه الحرب كلهم يعزفون على نفس الآلة: آلة القتل كلهم يغنون نفس الأغنية: أغنيه الموت *لا ادري لماذا المستنيرون والمثقفون في كل حزب وتنظيم وجماعه يقفون صامتين أمام جرائم أحزابهم وتنظيماتهم وجماعاتهم! لماذا لا ترتفع أصواتهم إلا عندما يكون الضحية واحدا منهم ! * ما الذي يجعل الحزبيين يبتهجون عندما يقتل شخص من حزب آخر، أو من جماعة غير جماعتهم! ما الذي يجعلهم ينظرون إلى جرائم قتل الآخر بفرح، بصمت، بحياد، وبضمير محايد ! *أن تبتهج بالقتل، أن تظهر فرحتك، أن تخفيها، أن تفرح في أعماقك بمقتل الآخر، أن تصمت، أن تقف محايدا لمجرد أن المقتول ليس من حزبك أو من جماعتك فذلك هو جنون الانحطاط . طالما الجريمة في اليمن تنتقل بالعدوى ولا تجد من يكافحها فسيأتي يوم نصاب فيه كلنا بسعار القتل، نصبح كلنا قتلة.