كانت لي مع هذه الأسطر جلسة خاصة، وأنا بصحبة جهاز الريموت الخاص بجهاز استقبال محطات التلفزة الفضائية (الرسيفر) الذي ينقلك في لمح البصر إلى أي مكان في هذا العالم قبل أن تقوم من مقامك أو يرتد طرفك، دون تكلف أو عناء. فعلاً هذا الجهاز الصغير أصبح ينافس (شيخ الجن) -مع حفظ المقامات- أفلا يستحق من صنعه أن ندعو له بدوام الصحة وكمال العافية والعمر المديد من أجل خدمتنا!!.. المهم، أثناء تسكعي من قناة إلى أخرى، استقر بي المقام عند إحدى فضائيات الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، استوقفني فاصل إعلاني قصير (شعار وطني) لا يتجاوز العشر الثواني، تضمن قراءة رسالة موجهة للمواطن الإماراتي نصت على «إماراتي وافتخر»، لتستأنف القناة بعد ذلك بث مادة تلفزيونية مسجلة تصحبها أنشودة وطنية حماسية لصور حية تحكي عن واقع النجاح والتطور المستمر الذي تعيشه الإمارات اليوم في شتى مجالات الحياة، سواءً كانت المشاريع العملاقة للبنية التحتية من طرق وجسور وأنفاق وقطارات ومستشفيات ومدارس ومعاهد وجامعات ومطارات ومتنزهات، والقفزة النوعية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والاتصالات وتقنية تكنولوجيا المعلومات.... وغيرها. هي كلمة بسيطة، لكنها تحمل معاني ودلالات كبيرة، إذ إنه من حق كل إماراتي أن يفتخر ويعتد بنفسه، وبالإنجازات التي تحققت لوطنه في شتى مناحي الحياة في ظل قيادة وحكومة لم تدخر جهداً في سبيل توفير حياة كريمة وآمنة لشعبها، من خلال خلق نوع من الانسجام والثقة بين المواطن وحكومته وسهلت مهمتها في تنفيذ برامجها بشكل إيجابي ومرضٍ، وتسليحه بالوعي والمعرفة، واحترام النظام والقانون، وإدراك ما له وما عليه من حقوق وواجبات. هنا نجد أنفسنا محصورين بين أسئلة محرجة، مختلفة الصيغ، ومتعددة الخيارات أبسطها: ما هو الفرق بيننا وبينهم؟ وكم نحتاج من الوقت لنصبح مثلهم؟!!.. ومتى سنستعيد مكانتنا المفقودة؟! ومتى سيأتي اليوم الذي نرفع فيه شعار (يماني وأفتخر)...؟!