توالت بيانات الإدانة والاستنكار لليوم الثاني على التوالي لقيام كتيبة من الحرس الرئاسي مدعومة بالمدرعات والمروحيات باقتحام قناة « اليمن اليوم « ونهب معداتها وتجهيزاتها وتوقيف بثها، من قبل مؤسسات إعلامية وحقوقية وشخصيات اعتبارية وموطنون . ففي حين نظم عشرات الناشطين والحقوقيين والإعلاميين وقفة احتجاجية تضامنية مع قناة اليمن اليوم أمام مقرها الرئيسي بشارع بيروت بحدة وتنظيم زيارة إلى أستوديو القناة في فج عطان أعلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للاطلاع على حجم الضرر الذي تعرضت له تجهيزات القناة، أدانت مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي ومؤسسة الشموع للصحافة والإعلام والمركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية والتحالف المدني للسلام والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف بتعز واتحاد الأدباء والكتاب بذمار الاعتداء السافر ضد الحريات الصحفية والإعلامية . الوقفة الاحتجاجية أمام مقر القناة استنكرت قيام الحرس الرئاسي باقتحام القناة ونهب أجهزة البث والمونتاج وإعطاب المعدات وإيقاف بث القناة ،وطالبت بإعادة الأجهزة وتقديم الاعتذار وتعويض وإصلاح كافة الأضرار التي تعرضت لها اليمن اليوم . ونفذ عدد من صحفيي إقليم الجند صباح أمس وقفة احتجاجية وتضامنية مع قناة اليمن اليوم أمام فندق سوفتيل بمدينة تعز واضعين اللاصق على أفواههم ، تعبيرا عن رفضهم القاطع لتكميم الأفواه وتقييد الحريات وانتهاكها، وقال الزميل بندر العنسي مراسل «اليمن اليوم» في محافظة أب إن المحتجين طالبوا رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق برد الاعتبار للقناة وللعاملين فيها عما لحق بها من أضرار مادية ومعنوية وإعادة أجهزة اليمن اليوم ومعاودة بثها من صنعاء، كما دعوا المنظمات الحقوقية والمدنية إلى التضامن مع قناة «اليمن اليوم» والعاملين فيها ، مستهجنين التحريض الحكومي ضد الصحفيين ووسائل الإعلام. من جانبها أدانت مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام اقتحام الحرس الرئاسي لقناة اليمن اليوم ووصفته بالحادث المأساوي وقمعاً غير مسبوق في البلاد في حق وسائل الإعلام وحرية التعبير و تعديا على الحريات الإعلامية والصحفية ، يتنافى مع قِيم الحرية ومبادئ الديمقراطية والرأي والرأي الآخر. وأشارت في بيان لها إلى أن الاعتداء على اليمن اليوم انتهاكاً للدستور وخروجاً عن الاحتكام للقانون ، ومحاولة لقمع حرية الكلمة وتكميماً للأفواه ومصادرةً للحقوق والحريات المكفولة دستوريا وقانونيا ، مؤكدة تضامنها مع الزملاء في قناة اليمن اليوم ، داعية جميع الزملاء الصحفيين و نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين وكافة المنظمات الحقوقية إلى التضامن مع «اليمن اليوم» حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث المأساوي في حق وسائل الإعلام وحرية التعبير . وأكد بيان لمؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي - تلقت الصحيفة نسخة منه – أن الانتهاك الرسمي لقناة (اليمن اليوم) الفضائية الخاصة واقتحام مقرها الرئيس بصنعاء وإيقاف بثها ومصادرة أجهزتها من قبل قوات الحرس الرئاسي في العاصمة صنعاء بعد ظُهر الأربعاء 11 يونيو 2014 م انتكاسة كبيرة للحريات الإعلامية في اليمن، يكشف عن توجه خطير للسلطة لقمع حريات الصحافة، في وقت البلد بأمس الحاجة إلى المزيد من الحريات، كإحدى استحقاقات المرحلة الراهنة. وأعربت « حرية « عن قلقها البالغ لما تعرضت له قناة (اليمن اليوم) ، معلنة تضامنها الكامل مع القناة ومع الإعلاميين والصحافيين العاملين فيها ، داعية المنظمات الدولية التي تعنى بالحريات الإعلامية وبحقوق الإنسان إلى التضامن معها واستخدام كافة الوسائل الممكنة لممارسة الضغط على السلطات اليمنية للعدول عن هذا القرار الذي خلق القلق البالغ ليس لدى العاملين في « اليمن اليوم «فحسب ولكن أيضا لدى كافة الوسائل الإعلامية الخاصة الأخرى، التي تخشى أن يكون هذا الإجراء خطوة أولى لممارسة السلطة لانتهاكات مماثلة ضد وسائل أخرى. وفي الوقت ذاته قال بيان صادر عن المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية حول اقتحام الحرس الرئاسي لقناة اليمن اليوم وإغلاق بثها ونهب معداتها إن اقتحام القناة على خلفية تغطيتها للاحتجاجات الشعبية في العاصمة صنعاء من قبل مواطنين غاضبين بسبب استمرار أزمة انعدام المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي الدائم وضعف الدور الحكومي في إيجاد الحلول المناسبة للخروج من حالة المعاناة والمأساة اليومية التي يعيشها المواطن اليمني البسيط ،عمل مدان من جهات مفترض أن يكون جزء رئيسي من دورها حماية وتعزيز هذه الحقوق لا العمل على انتهاكها . وأشار البيان إلى أن ما قامت به قناة اليمن اليوم من تغطية للاحتجاجات التي شهدتها العاصمة صنعاء الأربعاء هو نقل صوت الشارع الغاضب إلى الشاشة ومتابعة وتغطية أحداث العصيان المدني الشعبي على فشل حكومة الوفاق في تحقيق التنمية والاستقرار وبما تكفله الحقوق المعلنة للنظام السياسي اليمني في إطار احترام وحماية حق الرأي والتعبير والعمل الإعلامي المحترف، ودعا المركز رئيس الجمهورية إلى إعادة النظر في مثل هذه الأعمال المسيئة لطبيعة التوجه الديمقراطي لليمن في ظل مرحلة التغيير والبناء . وأكد أن الشارع اليمني يغلي ويشتعل بسبب المعاناة اليومية وتعامل الحكومة مع متطلبات المواطن بنوع من التجاهل واللامبالاة ، لافتا إلى أن المواطن اليمني البسيط لا يحتاج إلى أي تحريض من أي طرف من الأطراف كون الحالة التي وصل إليها الشعب اليمني خلال هذه المرحلة قد فاقت حدود الصبر والتحمل . ووصف التحالف المدني للسلام وحماية الحقوق والحريات في بيانه إغلاق قناة اليمن اليوم بالعمل الصادم والخطوة الأخطر على الحرية والنهج الديمقراطي وحرية الإعلام والصحافة منذ العام 2011م وحتى اليوم . ودعا كافة منظمات المجتمع المدني والقوى الحية إلى إدانة هذا الإجراء المنافي لقيم العصر والمبادرة الخليجية والمهدد للتسوية السياسية ومخرجات الحوار الوطني . وقالت أحزاب المؤتمر الشعبي العام والتحالف الوطني الديمقراطي بتعز إن الاعتداء على اليمن اليوم غير مبرر ويعكس مدى الضيق الذي وصل إليه البعض نتيجة ارتباط القناة بهموم المواطنين وتعبيرها عن همومهم ومعاناتهم بكل صدق ومسئولية من منطلق إيمانها بالرسالة الإعلامية المهنية . غالب: اقتحام قناة «اليمن اليوم »مؤشر خطير على السلوك العصابي وصف، الصحفي والمحلل السياسي، سامي غالب، اقتحام مكتب قناة اليمن اليوم على النحو الذي جرى أمس الأول، « مؤشر خطير على السلوك العصابي الميليشوي». وقال في منشور كتبه على صفحته بفيس بوك، أمس، «مهما يكن الرأي في سياسة قناة اليمن اليوم، وأيا تكن أسباب غضب السلطة منها، فإن اقتحام مكتب القناة على النحو الذي جرى أمس (الاربعاء) لهو مؤشر خطير على السلوك العصابي الميليشوي». وحذر من امتداد نطاق السلوك العصابي الميليشوي إلى مختلف المنابر وصولا إلى الصحفيين والكتاب فرادى أم جماعات. وأشار إلى عدم وجود اختلاف بين اقتحام قناة تلفزيونية من قبل مسلحين نظاميين أومسلحين ميليشويين أو بلطجية. وأضاف :» اقتحام قناة تلفزيونية من قبل مسلحين نظاميين لا يختلف مطلقا عن اقتحامها من مسلحين ميليشويين أو بلطجية». وقال غالب بأن هذا السلوك الذميم يذكر بفظاعات الأنظمة العسكرية الفاشستية ويستفظعه ضمير أي صحفي يعلي من قيمة الحرية وينحاز إلى الحق في التعبير.