ما الذي يمنع رئيس المؤتمر الشعبي العام ونائبه «الأمين العام» من الالتقاء وتسوية أي خلاف أو سوء فهم من الوجه إلى الوجه؟ بلاش اللقاء.. ليستفد عبدربه منصور هادي وعلي عبدالله صالح من الاختراع العجيب المسمى تليفون، إذا لم يكن كرفاق حُكم لقرابة عشرين عاماً ورجال دولة وسياسة وحزب واحد فعلى الأقل كمواطنين اثنين ليس بينهما من الصراع ما يفسح الطريق للنافخين في شرارات سوء الفهم. عندما ضاقت أرض الجنوب بالرفاق عام 86 احتضن صالح الطرف الذي خسر المواجهة وفيهم هادي، دون أن يكون ذلك خطوة باتجاه التحشيد لجولة صراع بين فرقاء الجنوب وإنما إطفاء لمرتدات الحريق. وعندما تهيأت الظروف المحلية والإقليمية وفرضت حرب صيف 94 نفسها لمنع الانفصال كان هادي هو القائد العسكري في الدفاع عن إنجاز وحدوي يرى الرئيس صالح فيه أهم إيجابيات حكمه.. وثالثاً.. عندما اشتدت الأزمة السياسية بين فرقاء الملعب السياسي تبعاً لعاصفة رياح الخماسين التي تم تعريفها بالربيع، لم تكن اليد الأمينة عند الرئيس علي عبدالله صالح سوى يد عبدربه منصور هادي، حيث طلب الأول من الجميع أن يكون طوع توجيهات هادي. الرئيس هادي، من جهته، استلم علم الجمهورية اليمنية من سلفه صالح في احتفالية رمزية، وفي الحفل قال عبارته الشهيرة بأنه سيكون سعيداً عندما يُسلِّم السلطة بعد عامين لرئيس آخر جديد.. وعند تلك الاحتفالية وكثير مما جاء بعدها صح القول بأن اليمنيين ينسجون خيوط معجزة، فما هذا الذي يحدث اليوم؟ أخبار يومية تتقاطع وتتضارب عن مواقف في السر والعلن على الطاولة وتحت الجلد أفضت مؤخراً إلى اقتحام أفراد الحراسة الرئاسية لقناة اليمن اليوم ومحاصرة جامع الصالح كعناوين باهتة تشير إلى تفاصيل مطاردات ميدانية ومباريات كلامية تجد من يمدّها بالحطب، ظناً بأن في ذلك فراغاً يدعو النافخين لاحتلاله. نحن أمام مشهد يمني يتحول إلى متواليات من القرارات الانفعالية سيئة الإخراج والتنفيذ والتبرير، وجميعها لا تقود إلا إلى النتيجة البائسة.. لم ينجح أحد.