- كان أبو بكر القربي وفياً لصديقه «علي عبدالله صالح»، وقد دفع كرسيه بوزارة الخارجية ثمناً لوفائه!، هذا ما حدث في «اليمن»، حيث أنجز الرئيس «هادي» تعديلاً حكومياً أطاح بالوزير القربي وبخمسة آخرين، في ظهيرة يوم الأربعاء الماضي، حين كانت «صنعاء» تزدحم بالدخان والجوع والمأساة!. برر «هادي» قراره على أنه استجابة ملحَّة لصوت الجماهير التي وصفها إعلامه الحكومي بالتخريبية!!، لم تكن عند «وزير الخارجية اليمني» أية مسؤولية تجاه المواطنين الفقراء المحتجين على انعدام المشتقات النفطية والتهاب أسعار المعيشة وتردي الأمن وانفلات الحياة، ولكنه كان متمعناً في تقاريره الخارجية عن وضع البلد السياسي، ومنحازاً بموضوعية لموقف صديقه الرئيس السابق الذي تحاول قوى إقليمية إدانته بلا مبرر في كل السيئات التي تحيق باليمن وتؤدي إلى هلاكها وهلاك أهلها ومن عليها، ولأن «صالح» صار مواطناً، ومن واجبات الوزير القربي حمايته كمسؤولية أخلاقية من مكائد الخارج التي تستهدف أمنه الشخصي ومصالحه السياسية الشرعية والقانونية. رحيل «القربي» عن وزارة الخارجية اليمنية- رغم رفض حزبه المؤتمر الشعبي العام لهذا القرار الرئاسي باعتباره مخلاً بالمبادرة الخليجية- لن يكون نهاية الديبلوماسية اليمنية، لكنه سيفرز وضعاً متأزماً في حال قرر الوزير الجديد أن يكون مطواعاً لرغبات رئيسه الغاضب من سلفه لاعتبارات الهيبة والنفوذ. القيمة الحقيقية في «الوفاء» الإداري والشخصي تجعل المرء عظيماً، ولا تلقي بالاً لتقلبات الزمان وقرارات الولاة والحكام، ومن التاريخ تشمخ الأسماء الخالدة بقيم الوفاء والتضحية والحب والسمو والقرارات المفصلية أيضاً.. «يهوذا» اسم مرير لخائن من حواريي «عيسى النبي»، مات الأخير وارتفع إلى السماء، وحصد «يهوذا» لعنات البشرية إلى يوم القيامة. كثير من رفاق «صالح» تخلوا عنه في أزمة السقوط ومؤامرة الربيع، وإن كابروا وتثوروا ورفعوا مجدهم الخائن، فسيبقى في ضمائرهم جُرحٌ متسع للأسف يحاولون الاحتفال به، ولكنه احتفاءٌ دائم بالجرح والألم، ولن ينسى الناس قصصهم وخبايا ما فعلوه بملكهم!، وعلى الرصيف المقابل لعيادة طبيب الأطفال الدكتور أبوبكر القربي ينمو الإعجاب والاحترام في أعين الناس.. لأن الجوهرة الثمينة لا تفقد قيمتها إذا سقطت!.. وإلى لقاء يتجدد.