تتقدم القوات العراقية منذ صباح أمس السبت براً باتجاه مدينة تكريت، التي يسيطر عليها مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مدعومة بغطاء جوي كثيف. وفيما أورد التلفزيون العراقي أن القوات العراقية تمكنت من استعادة الجزء الشمالي من مدينة تكريت وأنها طهرت المدينة من المسلحين الذين كانوا يستولون عليها، إلا أن المسلحين قالوا إن الاشتباكات ما زالت جارية بين الطرفين. وقال المسلحون إن الهجوم الحكومي فشل في استعادة المدينة وإن القوات الحكومية تتراجع. وقد أورد التليفزيون الحكومي أن الجيش تمكن من قتل 60 مسلحاً من بينهم شخصيات قيادية. وتقدمت القوات العراقية وعددها بالآلاف مدعومة بالمليشيات الشيعية ورجال العشائر السنة المتحالفة معها نحو تكريت من الجنوب والغرب. وقال مسئول عسكري عراقي بارز إن الهجوم يجري بالتنسيق مع واشنطن، التي نشرت مئات من المراقبين العسكريين في العراق لمساعدة الحكومة على وقف تقدم المسلحين السنة بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش". وكان الجيش العراقي قد شن السبت هجوما شاملا على المدينة من عدة محاور مستعيناً بالمدرعات والدبابات والطائرات. وكان الطيران الحربي العراقي شن في وقت سابق غارات جوية على مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، استهدفت حماية القوات العراقية التي تسيطر على جامعة تكريت، وفقاً لما ذكرته مصادر عسكرية عراقية. وأضافت المصادر أن الجيش العراقي عزز قواته حول المدينة استعداداً لتنفيذ عملية ضد المجموعات المسلحة التي مازالت تسيطر عليها. طلعات فوق العراق من ناحية ثانية، أفادت قناة اسكاي نيوز أن طائرة من دون طيار، قصفت مواقع غربي مدينة الموصل. وأوضح أن المناطق المستهدفة في المدينة هي جامع المفتي في منطقة الشفاء، ومقر مديرية شرطة نينوى، وجامع الأغوات في وسط مدينة الموصل، ومنطقة النبي شيت. كما أفاد بأن قوات البشمركة الكردية أغلقت الطريق الواصل بين الموصل وكل من أربيل ودهوك. يأتي ذلك بعد تصريحات صدرت عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بأن الجيش الأميركي يقوم بتسيير طلعات جوية فوق أجواء بغداد، بهدف استطلاع الأوضاع الأمنية. وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون الأميرال جون كيربي إن تسيير هذه الطلعات، التي تنفذها طائرات من دون طيار وأخرى بطيار، جاء بناء على طلب من الحكومة العراقية. وأوضح أن بعض هذه الطائرات مزود بأسلحة بهدف حماية القوات الأميركية العاملة هناك، مشيراً إلى أن بلاده كانت قد أرسلت مؤخراً مستشارين عسكريين سيعملون خارج حدود السفارة الأميركية في بغداد. وشدد كيربي على أن هذه العملية تهدف إلى حماية الدبلوماسيين والقوات الأميركية في العراق، مؤكداً أن الطلعات الجوية لطائرات الاستطلاع "بدأت قبل يومين".