وجعٌ مفتوحٌ كسماوات الله، وأطفالٌ من ذهب يتساقطون فوق فضَّة الكلمات.. أطفالٌ كأفئدة الملائكة، تقتسمهم الصواريخ كأنها تناصفُهم مع أمهاتهم.. *** أطفالٌ كصلوات الأنبياء، كقصار السُّوَر، يجوِّدون الموت بكلِّ مخارج حروفه ومداخل شظاياه.. *** تصعد الملائكة بأرواح أطفال غزة، وهي تقطر دماً، وكأني بها تعيد سؤالها الذي وضعته قبل بدء الخليقة: أتخلقُ فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟!! *** لم يكن يدري أحد هؤلاء الأطفال أنه سيفقد قدميه قبل أن يلبس حذاء العيد، لكنه صعَدَ إلى السماء برجل واحدة، فكان أسرع من دعوة مستجابة.. ولم تكن تدري إحدى الفتيات أن شظية حاقدة ستقطف رأسها قبل أن تعود إلى أمها لتجدل ظفائرها الصغيرة، وتقبِّلها قبل أن تضعها في فراشها، لتحلم بيوم جديدٍ، وتستيقظ صباحاً وهي تخشى أن تفتح قيضة يدها، كي لا يتسرَّب الوطن من بين أصابعها.