"وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" . صدق الله العظيم . *** طبعا هذه الآية الكريمة بالذات ما تعجبش حقنا التجار والميسورين . بل وتشرخ لهم رؤوسهم خصوصا في شهر رمضان. على أن رمضان شهر كريم بالنسبة إلى الفقراء، ولكنه بالنسبة إلى كثير من أصحاب المال شهر "كريه" ويشرخ الرأس وما منه إلا الملاحقة ووجع الدماغ . لكن اللي يدعو للتعجب وللسخرية بصراحة، هو أن كل أعمال وصرفيات هؤلاء التجار تسير - طيلة السنة- وفق خطة مدروسة ومعدة مسبقا، إلا ما يفترض أن يصرفوه من أموالهم في رمضان كزكاة تطهرهم انطلاقا من قوله سبحانه تعالى "خذ من أموالهم صدقة تزكيهم"، هنا تبدأ المماطلة ويبدأ معهم مشوار اللف والدوران، وكثير منهم يخلص شهر رمضان الحلو وهم يتململوا و"يتحزروا" تقل كأن معاهم ولادة متعسرة !! واحد يقول : نصرف الزكاة اليوم. وواحد يقول لا، خلوها للأسبوع الجاي أحسن.. وثالث يقول: اسمعوا بدل ما نخرج من اللي داخل، راعوا شوية ونصرفها من الدخل حق هذا الشهر . وعلى هذا الرحيل وما عد يعطوا للمحتاج وللمسكين حقه المعلوم إلا وقد عيونهم شتخرج . تخيلوا معي فقط حجم "القزازة" وحجم اللؤم والنكران اللي يظهرون عليه، ومع من ؟ مع إله كريم عمره ما بخل على واحد منهم، وتجي مرة واحدة في السنة يقول لهم " هاتوا لي " يقوموا يتمفرغوا عليه ويقولوا له : مله ماهلش ؟! أو مله يارب من اينه أدي؟ ولمن أدي، وكم أدي.. وكم شيكون جهدي أدي ؟ وكم الديك وكم مرقه ؟! ياعيباه ياعبده، حتى عيال السوق مايعملوهاش والله . هؤلاء الصنف من البشر – كانوا تجاراً أو مسؤلين أو من طبقات متوسطي الدخل – هم وحدهم اللي يقولوا لربنا الكريم : طيب راعي لما تجي زلط، مو معك للعجل ؟! على أن جوهر الزكاة ليس في انتظار ما سيدخل عليك لتنفق منه "زكاة" بل في الإنفاق من أصل المال " المُدخر" أصلا. في الإنفاق من أصل المال اللي محد يسخى يمسكه، وكثير منّا – طبعا- لاقد معاهم شوية زلط مخبايه يااااو والجشع اقطع رأسه ولا تقله يخرج منها ريال واحد.