من أيِّ داهية سوداء جاءت القاعدة وبناتها بكل هذا الإرهاب والموت والهمجية، والازدراء الوقح لكل المشاعر الفطرية السليمة والقيم الإنسانية النبيلة والخيرة!؟ بلا شك، للإرهاب دين، ومرجعيات دينية.. لكن مجرد الشك بأن لدين الإرهاب علاقة بالله، هو سوء ظن بالله وجهل بدينه ورسله وكتبه.. التي أوجدها رحمة للعالمين، لا سوط عذاب على البشرية! حتى علاقة الإرهاب بالشيطان تظلُّ محلَّ شك، لو كان الإرهابيون أولياءَ الشيطان فعلاً.. لكان فيهم نوع من الذكاء السياسي، الشيطان رغم كل شيء ليس بليداً، ويتحرك بكيده الضعيف لهدف معيَّن بوسائل مناسبة، لكن هؤلاء يتحركون بغباء إلى هدف خيالي بوسائل عبثية. في غزوة العرضي، كما أظهرت التسجيلات، بدت القاعدة كعصابة من المعتوهين تمارس القتل بسادية بشعة على المرضى والممرضين؟! غزوة المصارف في سيئون أضافت للقاعدة صفة اللصوصية والجُبن، ومؤخراً أرسلت الجماعة للشارع والرأي العام اليمني صوراً تستفز حتى الصخور عن الجنود المختطفين وهم يُذبحون كالنعاج!! ما الذكي والاستراتيجي في هذه الأدوات والخطوات؟! بعملياتها القذرة زرعت القاعدة جرحاً في كل قلب، وثأراً في كل بيت يمني، وعرف من لا يعرف، خطورة الإرهاب وبشاعة القاعدة، وإلى أيِّ مدى يمكن لفكرة شريرة أن تستلب شخصية وعقل وعاطفة المراهق، وتحيله من إنسان سويٍّ إلى عدو لله والوطن والمجتمع، وقنبلة موقوتة في طريق الحياة. ألف كتاب وصحيفة وبرنامج تلفزيوني في محاربة الإرهاب لم تكن لتكشف الحقيقة البشعة للقاعدة للرأي العام كما فعلت وتفعل هذه العمليات بمشاهدها الإجرامية.. الوحشية والهمجية والدموية والخسَّة والبلادة والعنف والموت.. فضلاً عن انتهاكها لأبسط الحقوق والأخلاق والقيم الإنسانية، ليست خطوات ذكية لخارطة طريق يُراد لها أن تؤدي إلى قصر الخلافة!! الشيطان نفسه لا تشرفه الجريمة البليدة، ولا يسعده أن تُنسب إليه الهمجية الغبية التي تتباهى بها القاعدة ببجاحة مقززة. لكن آلهة الشر الوثنية الغابرة، التي كان أتباعها يتقربون إليها بقرابين بشرية، كانت سترحب بعمليات من هذا النوع، ومن المؤكد أن تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى تعبد أحد تلك الآلهة الغبية المتوحشة المتعطشة للدماء، وتسميه "الله"، وتتقرب إليه بالمسلمين، وغيرهم من الأبرياء.