الذين هللت منابرهم للدولة في حروبها الست مع الحوثيين هم أنفسهم الذين برروا التمرد فيما بعد، واتهموا الرئيس السابق بافتعالها عبثيا وفي رواية للتخلص من اللواء محسن، وهم الذين اعتصموا معهم في ساحة واحدة ونكسوا رايات الدولة وتنكروا لدماء الجيش التي أريقت في هذه الحروب، بالاعتذار لهم في مؤتمر الحوار الوطني. لنفترض أن الاعتذار كان من أجل فتح صفحة جديدة واصطفاف وطني يضمن عدم سقوط البلاد في حروب مستقبلية، لكن التحريض على الحوثيين مرة أخرى وحشد المليشيات من أبناء البسطاء لقتالهم لم يكن من آيات المسامحة . التعنت الذي أبدوه في عمران أمام قرارات الرئيس بنزع نقاط التوتر بما فيها القشيبي الذي اعتبروه من الثوابت الجمهورية لم يكن من التنازلات التي تقدم من أجل الوطن. إن من رحمة الله بالشعب اليمني وجيشه أن وزير الدفاع مؤتمري، ولو كان إخوانيا لا قدر الله لتفجرت الحروب في كل مكان، ولكان كل شيخ منهم رمزاً من رموز الثورة والجمهورية. لقد حاولوا بكل قوتهم أن يقحموا الدولة في حروب ليس للدولة فيها ناقة ولا جمل، وضحوا بلواء كامل من أجل أن ينالوا من وطنية وزير الدفاع ويصفوه بالخيانة العظمى؛ ولأنهم خسروا حربهم فقد حالوا الانتقام من الشعب بجرعة قاتلة يريدون أن يقحموا الدولة من خلالها في مواجهة من سيخرج لرفضها؛ لاسيما وهم يعلمون أن الحوثيين الذين يحاولون كسب الجماهير من خلال تبني مطالبهم هم أول من سيخرج لرفضها.?إنهم يستسهلون الحرب حين يكون الجيش وقودها؛ لأنهم لا يريدون غير المليشيات.. لا أقول هذا نكاية بالإصلاح ولا تقرباً من الحوثي وأنا أول من سيخرج للتظاهر ضده إذا ما أسرف في خطاب التعالي. أقول هذا لأني لا أريد أن تكون الدولة أداة لتصفية الحسابات، وأن لا ترد خطابات التشنج بمثلها. صحيح، أن على الدولة أن تثبت هيبتها لكن عندما تكون لها هيبة، وحتى عندما تكون لها هيبة فإن هيبتها في معرفة عواقب ما تتخذه من قرارات لاسيما حين يتعلق الأمر بمستقبل البلاد.???????