بوسع "السيد" عبدالملك الحوثي أن يدخل "صنعاء" من الباب أحسن له من " التعنقال" فوق الجرعة وفوق الصرخة وفوق حاجة الناس اللي هم فعلا طفشانين ويدوروا عن كبير يقودهم إلى الخلاص. بوسعه أن يتجول في شوارع العاصمة براحته، خصوصا بعد أن سقطت عمران في يديه، ولكن حذار من الغرور ومن استخدام "الصرخة" كناقل رسمي إلى العصر . من حيث استغفال عاطفة الناس الدينية وتهييجها تحت دواعي "نصرة الحق" لا تختلف جماعة الحوثي كثيرا عن بقية الجماعات الدينية التي تجيّر الله والرسول والبنادق وحاجة الناس لصالحها، لكن جماعة الحوثي والحشود التي معه محكومة على أية حال بأخلاق اليمني الشهم . اليمني الذي لو قلت له: الله المستعان ممكن يخجل منك ويستحي شوية. على عكس بقية الجماعات الدينية النشطة، إذ تبدو في غالبها محكومة بأخلاق الأفغان العرب وكذا بأخلاق الفكر الوهابي. وأضحك من قلبي الآن إذا ما شاهدت "صعتر" ومن على شاكلته من الخطباء غير النزيهين في خصومتهم وهم يوجهون النصح للحوثيين! وما عد ناقص إلا "ينبع" الشيخ الزنداني ويقول بأنهم إرهابيون ويطالب بقطع رؤوس "الحوثيين" انتقاما لرؤوس الجنود الذين تم ذبحهم في حضرموت دون أن نسمع لأحد من هؤلاء "الصالحين" جهوريا صوتا يصرخ بصدق: اتقوا الله هذا حرام؟!. يعتقد الأغبياء –عموما- أن الشتائم والإشاعات ستوقف زحف الحوثي .. وأن تسمية جماعته المبندقة ب "الروافض" سيقلص من تواجدهم .. وأن الاستعانة بخطباء مساجد "سنيين" هو الحل لتقويض نفوذه الديني المتكاثر . على العكس تماما، كلما ازدادت البذاءات ضدهم، ازداد حجم مناصريهم، خصوصا إذا ما انهالت عليه الشتائم من "غريم" بذيء جدا يدعى "حزب التجمع اليمني للإصلاح" . على أن قوة الحوثيين الحقيقية ليست في بنادق أتباعه، ولا هي في دعم "صالح" وقواعد المؤتمر الشعبي العام، بل هي بسبب ضعف الدولة، وأكثر من ذلك هي بسبب غباء خصومه "الدينيين" وفي سفالة خطابهم ليس تجاه الحوثيين فقط، بل تجاه كل من يخالفهم التوجه والرأي . لكن هذا كله لا يعني أن حصار "الحوثي" لصنعاء سيقدمه كبطل، التاريخ له آذان وعيون .. وصنعاء عاصمة كل اليمنيين، مش هي عاصمة "الغريم" الذي يدوروا عليه، وقالوا في المثل "مش كل مرة تسلم الجرعة"...!