شخصيا سخرت من الجرعة، وأسخر الآن من أي جماعة "تبع" لتتحدث عن إسقاط الجرعة من دون معطيات واضحة سيقدمها، ومن دون أي خطة بديلة تحل مكان الجرعة وتقدم للناس الحل. وسيكون من واجبنا جميعا حينها أن نلتف حول الخطة البديلة للجرعة. أما أن "ينبع" للوسط وهو راكن على "الصرخة" وعلى بنادق أنصاره، قد إحنا على الجرعة أحسن، ماعد فيناش للقح بُم. تحتاج البلد حقيقة إلى قائد شعبي "ينبع" من وسط الناس محملاً بدماغ نظيف، ولديه رؤى واضحة للأخذ بيد إنسان هذه البلاد إلى حيث ينبغي له أن يكون. وبالنسبة إلى السيد عبدالملك الحوثي لا تنقصه الحظوة الجماهيرية، ولا ينقصه الخصم الغبي ليتفوق عليه بسرعة ويصبح بطل ما مثله إلا جرانديزر. لكنه في حقيقة الحال يفتقر إلى إحساس القائد الشعبي الملهم. وعلى سبيل المثال فقط، سأتخيل نفسي واحداً من يهود صعدة الذين شردتهم جماعة الحوثي، وسأريد – باعتباري مواطننا متظررا من الجرعة- أن " أنبع" إلى الشارع يوم الجمعة للمطالبة بإسقاط الحكومة، ولكني إذا ما أردت أن أصدق ذلك؛ فإنه سيكون من الواجب علي نسيان فعائل التشرد الذي سببها لي ولأسرتي ولطائفتي القليلة - أصلا - الحوثيون، وكأننا مش أوادم ولا أفراد من هذا الشعب الذي زعل السيد لأجله، وقرر الدعوة لإسقاط حكومة قال إنها تستخف بالشعب. والطائفة اليهودية جزء من هذا الشعب وجزء مهم من تاريخ هذا الشعب برضه. سأتخيل نفسي أيضا، واحداً من نخبة الفنانين الذين منعت جماعة الحوثي أرزاقهم باعتبارهم "مغنيين" ومؤخرا "لبجت" أحد الفنانين في عمران وما حد منهم طلع نخس. مهمة الفنون أن تربي ذائقة الناس، ومهمة القائد الشعبي أن ينتبه في الأساس إلى احتياجات العصر؛ أما أن يظل يقدم نفسه كقائد ديني يتكئ على جماعة مسلحة تكاثرت حوله نتيجة الحرب، فإنه يمكن له أن يصبح زعيم عصابة مسلحة، وهذا ما لا يليق بجماعة نطنت إلى الحياة نتيجة مظالم. وهو ذاته أيضا ما لا يليق بقائد يقول أنه "سينبع" من أجل الناس. ولنا في "علي محسن" مثال حي، إذ قال بأنه "نبع" إلى الثورة من أجل الشعب، وأصبح الآن محل سخرية واستخفاف من الجميع.