قالوا في المثل "الناس على دين ملوكهم" والواضح أن ملوك الطوائف وقادة الأحزاب وقادة البلد في اليمن شوية جن ومحد يركن عليهم حتى بمسألة قضاء إجازة عيد بهدوء ، مابالكم عندما نركن عليهم بتعمير بلد ، وترميم ذائقة ، سرحة الجن. يعني موشيقع ب "عبدالملك الحوثي" لو رتب لأبناء صعدة احتفالا جماهيريا لعيد الفطر المبارك ، وشل زوجته وأطفاله زي خلق الله وراح يجلس رفقتهم في الصف الأمامي ، يشاهد عرضا مسرحيا مع شوية زوامل وشوية أغاني مع رقص شعبي من صميم تراث هذه المحافظة المليئة بالموروث وبالطاقات . لا نستطيع أن نتخيل عبدالوهاب الآنسي وهو يلاعب أحفاده في حديقة السبعين بصنعاء ويتناول معهم آيس كريم. يعني موشيقع به؟ شيختنق مثلا؟! لا نستطيع أن نتخيل حميد الأحمر رفقة إخوته العشرة وعائلاتهم وأطفالهم وهم يفترشون الأرض في حديقة "فن سيتي" يوزعون على الأطفال لعب وهدايا العيد ، ويعيشوا زي بقية خلق الله يومين حلوين بلا نهب وبلا قح بم ، يعني موشيقع بهم ؟ بتصرعهم الريح ؟! لا تستطيع أن تتخيل عبدالمجيد الزنداني وهو يقف وراء منصة لإطلاق ألعاب نارية للعيد من داخل جامعة الإيمان كمشاركة منه في إدخال البهجة إلى قلوب الناس، لكننا يمكن أن نشاهد هذا الجليل وهو يقف وراء منصة صواريخ للإشراف مباشرة على اقتحام معسكر الصمع . هذا الرجل للمصائب يا سريع الغارات . لا نستطيع أن نتخيل علي عبدالله صالح وهو يقضي إجازة العيد في مزرعته الخاصة في "عبس" وهناك يلتقي بالناس بوصفه إنساناً من طينة هذه الأرض، ويوزع على الأطفال لعب العيد حتى باسم جمعية الصالح يا ضاك . لا نستطيع أن نتخيل علي محسن وهو يفاجئ أطفال العاصمة بتسليم مقر الفرقة للبدء بتدشينها من هذا العيد كحديقة للشعب وخلي الجُهال يفرحوا يا ضاك، الدنيا زايلة ومحد يشل معه منها شي . لا نستطيع أن نتخيل قادة أحزاب الاشتراكي والناصري وهم يجلسون أمام بيوتهم في العيد ،كل واحد في يده شوكلاته وورق من أبو مائة ريال وشوية لعب وكلما مشى جاهل قالوا له "ها يا ابني" العب وحب بلادك ، على الأقل باعتبارهم قادة أحزاب محترمة حسب ظنهم. لا نستطيع أن نتخيل شوقي أحمد هائل وهو يأخذ مثقفي وأدباء وفناني وتجار تعز في جروب سياحي إلى المخا وباب المندب ويقول لهم: هذه مدينة المستقبل . لكن المُدبر مدبر. لا نستطيع أن نتخيل فخامة الرئيس "هادي" وهو يقضي إجازة العيد في "سقطرة" مثلا رفقة زوجته وأبنائه وأحفاده ، وكاميرات التوجيه المعنوي تصورهم وهم يضحكوا ويجروا ويلعبوا ، منو شيأكلهم يازعم ؟ بالعكس هذا السلوك - تحديدا - سيقول للناس بأن الرئيس – قائد البلد - إنسان برضه مش هو "شاقي" ولا هو كائن نبع لنا من الفضاء . لكن من تكلم ؟! لا نستطيع أن نتخيل شيئا من ذلك السلوك الراقي لأن كل هؤلاء -أساسا - مش هم أوادم ، الآدمي يحترم الفرح ، وهولا ولااااااااا .