أقلب قنوات بلدان الله في الجوار هذه الأيام وأشاهد إعلانات لفعاليات العيد . اللي يعلن للجماهير عن مهرجان مليء بالمتعة وبالفرح .. واللي يعلن عن حفلة فنية، واللي يعلن عن عروض مسرحية، واللي يعلن للجمهور عن برامج للنزهة في القرية السياحية الفلانية. حتى في الصومال يا خلق الله أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون فيها عن مهرجان فني جماهيري تتسابق فيه الأصوات المواهب الغنائية ويختار الجمهور أفضل صوت، وآخر المساء يعود الناس إلى بيوتهم وقد عاشوا شيئا من البهجة والهدوء الذهني، وإحنا طول السنة قتل ومقتالة ودحس الدحيس وقلك عيد .؟! لأيام العيد – في بلدان الله - خصوصية فرائحية يحترمها الكل .. والكل يعملون على تقديم البهجة لشعوبهم، وإحنا في اليمن ياغارة الله والحنبة . معانا شوية جن لا يعرفوا عيد ولا يعرفوا رمضان ولا يعرفوا إجازة ولا لهم أي علاقة بصناعة الفرح، إذ هم أساسا مش أوادم عشان يفكروا أساسا بصناعة الفرح، بل هم مجرد قادة حرب وحق اخفع اندف، جني شلهم . العيد في بلدان الله استعداد للفرح وللاستجمام والناس مبسوطة وعايشة يومين حلوين وعندنا في اليمن العيد هم وهرم ومكاربة وملاحقة وطنانة قات، وقلك عيد مبارك . مبارك على موه أنا لي منع أبتكم؟ وجزع رجب وهم يتنادفوا وجزع شعبان وهم "البيج قال اقفح" وجزع رمضان اللي هو شهر الرحمة وهم "يتنادفوا" ودخل العيد علينا الآن وهم مازالوا يتنادفوا ومواظبين على الأذية للطرف .. طيب متى سيكونون صناع فرح؟ والله مالي علم؟ العالم الإسلامي كله يستعد للعيد بفعاليات فرح وسرور ومحبة، وحقنا المسلمين الطحاطيح يتقاتلوا ويتعاصدوا ويتفاحروا حتى على خطبة وصلاة العيد ...! في بلدان الله أيضا، الناس يستعدوا للعيد بخطط، فين بيقضوا إجازة العيد، وايش بيعملوا في العيد. وإحنا نخطط كيف يجي العيد ومعانا بترول مخبى، عيد مش هو حق طوبرة في المحطة؟! وأما الخطة الحكومية للترويح عن الشعب خلال أيام العيد فهي تسعى جاهدة للوصول إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين "عبده" و"محسن" على الأقل أيام العيد، وخلي الشعب يفتهن شويه ياضاك . الفقر في كل مكان عموما، لكن لدى البلدان الفقيرة - على الأقل – خطط لأوقات مبهجة لابد أن يعيشها الناس فقراء كانوا أو أغنياء، المهم ألا يغادرهم العيد من دون فرح . وعندنا في اليمن، الفقر لئيم وقارس والعيد عيد العافية . ومن فين بتجي العافية أساسا والناس يستعدوا للعيد لكأنهم يستعدون ليوم حساب عسير . العالم كله يسمع كلمة العيد ويبتهج لها ويغني، واحنا بمجرد أن نسمع كلمة "عيد" نقول يارب سهل ...! يااااو والفجعة .