فكري قاسم سعادة النائب العام.. المتحرم. أريد إبلاغك بشأن أبشع جريمة سرقة تعرض لها اليمنيون في التاريخ الحديث. جزء كبير من تعاستنا كيمنيين يا سيادة النائب العام هو أن مجموعة الجن اللي عصدوا أم هذه البلاد لم يسرقوا بلادنا فقط.. بل سرقوا منا اهتماماتنا الأخرى أيضا، وكشحونا في جحر اهتماماتهم الهبلا. جواهرنا الثمينة مسروقة واحنا ساكتين، الله يقلعنا شعب. بهجة أي سلطة محترمة– أقول محترمة- أن ترى مواطنيها يبتهجون.. إلا عندنا، فرحتهم لو المواطنين يلتبجوا. والحمد لله، هوذا احنا كل يوم نلتبج. وبدل ما كنا شعب -عاده بدأ ينفتح على الحياة - بعد ثورة سبتمبر المجيدة العظيمة - والناس فيه بدأت تتخلص من العقد ومن الخرافات، وناس تروح سينما، وناس تروح مسرح، وناس تروح الحفلة الفلانية. وهذا الكاسيت حلو، وهذا الفنان معه أغنية جديدة، وناس تروح الملاعب، وناس تروح البحر، وفي المدارس نتسابق من يكمل يقرأ الرواية الأول ويعطيها للثاني.. ومن يعمل في هذه المدرسة نشاطا إبداعيا أكثر من المدرسة الأخرى.. وفي الحارة والقرية الناس تتسابق من يخدم جاره – في العرس أو في العزاء – أكثر. رجعنا نتسابق من يعمر قبل جاره.. ومن يلطش هذا الزغط قبلما يلطشه الثاني.. ومن يتبندق أكثر.. ومن ينخط أكثر.. ومن ينصع أحسن من الثاني! ونفرح لما يقطعوا الكهرباء على الحارة الثانية، ويلصوها لنا؟! بطلنا نضحك، وبطلنا نهتم بأخبار النجاح وأخبار الفن وأخبار الأدب، ومن صبح الله للمغيب واحنا محشورين بمتابعة مستجدات دوري العصيد اليمني. فلان سكع فلان، وفلان بطح فلان، ومن هذا الدحيس كل يوم. وقلك ليش اليمني بائس وتعبان؟! شوية الجن ذولا اللي جالسين لليوم يتبركضوا فوق رؤوسنا، سرقو منا اهتماماتنا كبشر، وحشروا في أحشائنا وأدمغتنا اهتماماتهم الرديئة، وأحالونا من شعب كان فيه حياة، إلى شعب مطننين. المطنن على فكرة: إنسان ماتت داخله كل اهتماماته المبهجة، إنسان سرقت من داخله كل جواهره الثمينة، وما عد يعمل إلا يجلس مطنن لوما يهجعوا الجن. أخي المطنن أختي المطننة.. إزيكم؟! يا زعم أنا مصري، ومش أنا مطنن من جيزكم. [email protected] *اليمن اليوم براقش نت