شرع تنظيم القاعدة الإرهابي، في تقسيم اليمنيين على فسطاطين: فسطاط أهل السنة، الذين يدعوهم إلى عدم المشاركة في العملية السياسية، ويوجب عليهم حمل السلاح.. وفسطاط الشيعة الزيدية، الروافض، الذين يعتنقون "عقيدة المجوس"!.. يطالب أهل السنة بقتل الشيعة الروافض ليمنعوهم من استكمال" المشروع الرافضي الفارسي.."، وكذلك قتل رجال الجيش"الرفضي"، ورجال الأمن "المتحوث".. وبناء على هذا التقسيم المذهبي الطائفي، يستهدف تنظيم القاعدة، كل من لهم علاقة بحركة "أنصار الله"، ومواطنين يصنفهم بأنهم من"أنصار الله" ،هاشميين، زيود، صوفيين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، فقد قتل أنصارا، ومؤتمريين، واشتراكيين، ومستقلين، ومن حزب الأمة، في أي منطقة تمكن منهم، وبغض النظر عن مهنهم، حيث قتل أئمة مساجد، وجنودا، وتجارا، ورجال سلطة محلية، وحتى بائعي قات.. قتل دوافعه واضحة.. مذهبية..طائفية.. ومناطقية في حالات كثيرة. وفي هذه الأثناء تتحرك قيادات تنظيم القاعدة بحرية في عدة مناطق تجند وتحث على قتل الروافض، وإلى جانبها يعمل مشايخ حزبيين وقبليين بدون حرج منها، أو نكير من الأحزاب السياسية، والحكومة، كما تواصل وسائل إعلام حزب الإصلاح على التحريض المذهبي والطائفي والمناطقي، رغم توقيعهم على اتفاق "السلم والشراكة" الذي نص على وقف هذا التحريض، بل إن أحد القياديين في الإصلاح- عندما أراد تهديد أنصار الله- استخدم عبارات تكشف نزوعا طائفيا مذهبيا، فقال إن فرق الاغتيالات في حزبه سوف تحصد "الرؤوس الإمامية.. ومقابل الرأس من الإصلاح ستحصد "عشرين من المجوس"!! من يدقق في العمليات الإرهابية التي نفذت في الفترة الأخيرة، في عمران، وصنعاء، والعاصمة، والضالع، وتعز، بالرصاص، والانتحاريين، والسيارات المفخخة، والحرق، والعبوات الناسفة، سيلاحظ أن دوافع القتل مذهبية، طائفية.. وتعتبر محافظة البيضاء أنموذجا واضحا لذلك التقسيم الفسطاطي، أو فرز الناس على أساس مذهبي، طائفي.. أهل سنة، وشيعة زيدية، أو روافض.. فكل من يمت بصلة لأنصار الله، أو زيدي، أو هاشمي، أو صوفي يقتل، حتى لو كان ينتمي إلى حزب سياسي لا يجمعه جامع مع أنصار الله. ونستغرب، أن يقوم تنظيم القاعدة باستهداف هؤلاء جميعا، وهم كثر، ثم لا يوحدون صفوفهم جميعا في مواجهة عدو مشترك، قليل رجاله، وبعضهم غرباء عن البيضاء، بل غرباء عن اليمن.. كما نستغرب صمت الحكومة عما يجري لمواطنيها هناك، ولا تتدخل لحمايتهم، رغم أن اتفاق السلم والشراكة ألزمها "بحماية المواطنين في محافظة البيضاء، من خطر القاعدة، وتقدم له الدعم اللازم، وتقف إلى جانبهم في مواجهة خطر القاعدة والإرهاب".