صحيح أن المرة الأولى التي يخسر فيها المنتخب اليمني أمام المنتخب السعودي بهدف وحيد، تُعدّ تحسناً كبيراً في مستوى المنتخب أسهم الفريق عموماً في تحقيقه، وكان الحارس محمد عياش نجمه المتألق، لكننا لن نُغرق في جلد ذواتنا ونفخر بالنتيجة وكأن فوزنا الصمود، والخسارة قدرنا. نشكر منتخبنا على أدائه ونؤمن أننا لسنا أقل من أن ننتصر، وما تفخر به اليمن حقيقة هو أن أبناءها المغتربين كانوا ملح البطولة، واستحقوا بجدارة كأس الولاء الوطني في خليجي 22. ملأت العيون أعلام اليمن التي نسجها أبناؤها من قوت أولادهم، وعطروها بعرق التعب والكفاح، وغطوا بها المدرجات، ورسموها على وجوههم، شاهد عشق وشرف انتماء لا يمحوه الشظف، ولا تنسيه ليالي الغُربة. آلاف بهتافهم في المدرجات وآخرون يحاولون تسلّق الجدران الخارجية للاستاد ليهتفوا مثلهم بأنهم أبناء بررة لأم لم تنبذهم قسوة ولن ينسوها عقوقاً. إنه شرف الوفاء لجليلة اسمها "اليمن".