أفادت مصادر متطابقة أن جلسة الحوار الليبي التي كان مزمعا عقدها أمس الاثنين برعاية الأممالمتحدة تم تأجيلها لأجل غير مسمى. في غضون ذلك، شن سلاح الجو الليبي التابع للقوات الحكومية غارات جوية على أهداف في مدينة مصراتة لليوم الثاني في حين أعاد البرلمان المنتخب 129 ضابطا متقاعدا إلى الخدمة على رأسهم اللواء خليفة حفتر قائد عملية "الكرامة". وقال نائب في البرلمان طلب عدم ذكر اسمه أن بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أبلغت النواب الأحد تأجيل الحوار إلى أجل غير مسمى. وقال مصدر دبلوماسي ليبي إن "الحكومة لم تتلق حتى الآن أجندة الحوار وجدول أعماله أو مكان انعقاده أو أطرافه"، مؤكدا أن ذلك يعني أن الحوار لم يتم كما كان مقررا الاثنين. من جهته أعلن المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا سمير غطاس في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن "المشاورات مستمرة مع كل الأطراف في ليبيا من أجل التوصل إلى اتفاق حول موعد ومكان الحوار". وكان برناردينو ليون مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا قال لمجلس الأمن نهاية الشهر الماضي إن الحوار الليبي سيكون "في الخامس من كانون الثاني/يناير بعد أن تحصل (المنظمة الدولية) على ردود إيجابية من أطراف الصراع الليبي"، بحسب تصريحات لرئيس المجلس. لكن غطاس أوضح أن "بعثة الأممالمتحدة لم تحدد حتى الآن موعد الحوار بين الليبيين وهي تواصل مشاوراتها مع مختلف الأطراف حول هذا الشأن". ويعقد مجلس النواب المنتخب جلساته في مدينة طبرق منذ 4 آب/أغسطس الماضي بصفة مؤقتة بسبب تدهور الوضع الأمني في بنغازي، المقر الدائم للبرلمان. قصف ناقلة نفط "مشبوهة" قبالة سواحل درنة من جهة ثانية، أعلنت السلطات الليبية المعترف بها من الأسرة الدولية، أمس، أن سلاح الجو الليبي قصف ناقلة نفط "مشبوهة" لم تمتثل لأوامر وجهت إليها بالتوقف قبالة سواحل درنة والتفتيش قبل دخولها المرفأ، وذلك بعد إعلان اليونان مقتل اثنين من أفراد طاقم ناقلة نفط في هجوم جوي مجهول المصدر في هذا الميناء، الذي يعد من معاقل الإسلاميين شرق ليبيا. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد أحمد المسماري إنه تم توجيه أوامر إلى ربان ناقلة النفط بعد اقترابها من ميناء درنة "بالتوقف والتفتيش للتأكد من حمولتها"، لكنه "لم يستجب للأوامر وأطفأ أنوار الناقلة تمهيداً لاقتحام الميناء (...) ما جعلها ناقلة مشبوهة هي وحمولتها". وأوضح أن ناقلة النفط ترفع العلم الليبيري. وكان خفر السواحل اليوناني قد أكد أن ناقلة النفط كانت تقوم برحلة داخلية وكانت راسية عند تعرضها للهجوم وفي خزاناتها 1600 طن من النفط، مشيراً إلى أن من بين أفراد الطاقم 21 فيليبينيا و3 يونانيين ورومانيين. وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد إن "مقاتلات سلاح الجو الليبي قصفت عدة أهداف في مدينة مصراتة تتعلق بمواقع عسكرية لميليشيات فجر ليبيا". وأوضح المسماري أن الغارات شملت "مواقع في مصنع الحديد والصلب تخزن فيها الأسلحة والعتاد، إضافة إلى خزانات لوقود الطائرات غرب مدينة مصراتة تتزود بها طائرات ميليشيات فجر ليبيا بالوقود لتغير على منطقة الهلال النفطي". +++البرلمان يعيد حفتر إلى الخدمة من جهة أخرى، أوضح المسماري أن البرلمان أصدر قرارا يقضي بإعادة 129 ضابطا متقاعدا إلى الخدمة على رأسهم اللواء خليفة حفتر قائد عملية "الكرامة" العسكرية، وهو ما أكده نواب. وقال النائب طارق الجروشي إن القرار جاء "لإزالة الإجحاف الذي لحق بكبار ضباط الجيش الليبي بعدما أعلن البرلمان السابق تقاعدهم، إضافة إلى أنه يشرعن عمليات مكافحة الإرهاب التي يخوضها الجيش الليبي وعلى رأسه اللواء حفتر". وأشار إلى أن "القرار الذي أصدره البرلمان الليبي وهو القائد الأعلى للجيش من شأنه الإسراع في استكمال بناء المؤسسة العسكرية من خلال هذه الخبرات التي أعيدت إلى الخدمة".