أحيا آلاف من أنصار جماعة الحوثي في عدة محافظات يوم الغدير رغم محاولات الإصلاحيين عرقلة مواكب المشاركين في المهرجانات التي نظمت في مراكز المديريات والمحافظات. ففي محافظة صعده توافد عشرات الآلاف على مركز المدينة رغم التوجيهات التي اطلقها زعيم الجماعة (عبدالملك الحوثي) أمس الأول وطالب فيها أنصاره بإحياء العيد في مديرياتهم. وعاشت المدينة منذ منتصف الليلة الماضية أجواء فرائحية ابتهاجا بالعيد، حيث قام أنصار الجماعة بإيقاد مشاعل رمزية على قمم الجبال المحيطة بالمدينة ناهيك عن إطلاق كثيف للنيران والألعاب النارية. كما زينت الجماعة جدران المنازل بالشعارات التي تطلق عليها الصرخة وأقوال مأثورة للصحابي الجليل (علي بن أبي طالب). وقد اكد قائد الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمته بالمهرجان الحاشد في صعده أن جماعته تسعى إلى بناء الدولة العادلة والحكومة المدنية، داعياً أنصاره بالتحلي بأخلاق الإمام علي بن أبي طالب وفي محافظة عمران رغم المحاولات المتكررة لمليشيات الإصلاح بعرقلة مواكب الوافدين إلى مركز مديرية "حضور ظليمة" معقل مشائخ الأحمر ودائرة (حميد الأحمر) إلا أن أنصار الجماعة أقاموا مهرجانهم بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحين يقودهم مدير المديرية (علي ناصر الصوتي) الذين تقطعوا لمواكب الزائرين وأنصار الجماعة من أبناء المديرية. ولم تسفر الاشتباكات التي استمرت لعدة ساعات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة عن سقوط ضحايا. في منطقة الماخذ (واحدة من معاقل جماعة الحوثي)، وتبعد عن مركز المحافظة 5 كيلومترات، تجمع أنصار الجماعة و أحيوا ذكرى الغدير بمهرجان صاخب. في هذه الأثناء أفادت مصادر محلية في المحافظة أن مسلحين تابعين للإصلاح قاموا بمحاصرة مواكب أبناء مديرية ريدة العائدين من احتفالية الغدير بمحافظة الجوف. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين حاصروا مركبات أنصار الحوثي بين جبلين ولم يعرف مصيرهم بعد. وكانت محافظة حجة ثاني أكبر المحافظات من حيث الأغلبية الشيعية قد شهدت مهرجاناً ضخما شارك فيه الآلاف من أبناء المحافظة وخارجها. وقد أقيم المهرجان الذي وصف بالحاشد في منطقة العوارض وسط المدينة، كان أنصار الحوثي من مديريات (شرس، والشاهل، والمحابشة، وقدم، ومبين، وعاهم) ومديرية حجة (المدينة)قد توافدوا إليه خلال اليومين الماضيين. وأفادت مصادر محلية أن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي (محمد عبد السلام) حضر المهرجان مع قيادات كبيرة في الجماعة. وكانت مديرية وضرة في محافظة حجة قد شهدت مواجهات مسلحة بين أنصار الحوثي من أبناء المديرية ومسلحين موالين للإصلاح تقطعوا للمشاركين الوافدين إلى مركز المديرية للمشاركة في المهرجان. كما تمركزت مليشيات مسلحة تابعة للحزب في الجبال المجاورة للحفل برئاسة رئيس فرع الإصلاح بحجة فيصل الأخرم. وفي أمانة العاصمة احتضنت منطقة الجراف احتفالية (الغدير) ومرت بسلام بعد شد وجذب بين الحوثيين وحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي حاول جاهداً تحجيم الاحتفالات، وسرى الأمر على مختلف المناطق التي شهدت الاحتفالية في صعدة التي لا صوت هناك يعلو على صوت الحوثي. كما شهدت منطقة حزيز مساء أمس الأول احتفالات صاخبة لذات المناسبة بعد جهود بذلها مشايخ سنحان لثنيهم عن الاحتفال، ولكن دون جدوى. وكان شقيقان من أبناء الحيمتين في محافظة صنعاء قد أصيبا في اشتباكات مسلحة في منطقة العشاش بأمانة العاصمة. وأفادت مصادر محلية أن مسلحين موالين للإصلاح يرتدون زي أفراد الأمن اعترضوا طريق موكب أنصار جماعة الحوثي القادمين من الحيمة الداخلية والخارجية للمشاركة في احتفائية العيد بأمانة العاصمة مما تسبب باشتباكات بين الطرفين نتج عن ذلك إصابة الشقيقين. وفي محافظة إب وتحديداً في المناطق الوسطى التي ظل حزب الإصلاح يعتبرها أحد معاقله تجمع أنصار الحوثي إلى مدينة يريم (كبرى مديريات إب) قادمين من مختلف المناطق المجاورة، بما فيها مديريات تابعة للضالع وأخرى لمحافظة ذمار.. تقاطروا جميعهم إلى ملعب نادي يحصب الرياضي، حيث تم نصب المنصة وتعليق شعارات الصرخة المعروفة من الحوثيين وشعارات أخرى تخص ذكرى يوم الغدير. وفي الاحتفالية ركز المتحدثون على محاولة (بعض الحركات الدينية والسياسية على فرض وصايتها على المجتمع دين ودولة) في إشارة واضحة إلى حزب الإصلاح. وتعد احتفالات (الغدير) لهذا العام خروجا عن نطاقها الضيق بعد أنعمت العديد من محافظات الجمهورية بينهم (صنعاء، وحجة، وعمران، وذمار، ، الجوف، محافظة إب، إلى جانب المركز الرئيس للاحتفالية في صعدة. وإلى ما قبل 2011م والأزمة التي أدت إلى تآكل هيبة الدولة لصالح الانفلات الأمني، كانت الاحتفالات بيوم الغدير تتم في محافظة صعدة فقط وفي مناطق محددة فيها وبعيدة عن أنظار السلطة. وفي صعدة حيث المركز الرئيس لجماعة الحوثي احتشد قرابة نصف مليون للمشاركة في الاحتفالية الكبرى قادمين من مختلف المحافظات فيما يشبه المندوبين عن الجماعة.