منذ تسعينيات القرن الماضي، انتشر الوهابيون السعوديون واليمنيون على مختلف الجبهات، يطالبون بالقضاء على كل من يخالف المذهب الوهابي، وخصوصا الزيدية في اليمن، الذين يسمونهم" الرافضة".. وهابيون يمنيون، منذ ذلك اليوم، وحتى هذا اليوم، لا يزالون مصرين على أن لا سبيل لتمكين" أهل السنة والجماعة"، إلا باجتثاث الشيعة الزيدية التي يسمونها "الرافضة"، وإهلاك الصوفية والباطنية والعلمانية الملحدة، حسب توصيفهم.. قبل موت مؤسس دار الحديث بدماج صعدة، الشيخ الوهابي مقبل هادي الوادعي بعامين تقريبا، طالبه شيوخ وهابيون آخرون التوسط لوقف النزاع بين الفرق الوهابية المتصارعة فيما بينها في اليمن أواخر تسعينيات القرن العشرين، وقالوا له أنت يا شيخ مقبل قد قضيت على الرافضة (الزيدية)، في عقر دارها (صعدة)، وأنت جدير بتوحيد الجماعات السلفية ( الوهابية)، " أهل السنة والجماعة" لتقف صفا واحدا في مواجهة الزيدية والصوفية والباطنية والعلمانية في عموم اليمن. السعودية اليوم وحدت صفوف من لم يقدر على توحيدهم الوادعي وأضرابه، ليشتركوا معها في هذا العدوان الذي اتخذ بعدا مذهبيا واضحا.. هي حرب طائفية مذهبية إذا، ومن الأدلة الإضافية على ذلك أن رجال الدين الوهابيين في السعودية أفتوا بشرعية العدوان السعودي على الشعب اليمني لأسباب مذهبية، ودعوا للتجنيد من أجله، وبعض منهم يشارك فيها ماديا باسم الحرب على"الرافضة"، ومن الأدلة الإضافية أيضا أن الحكومة السعودية أظهرت ولأول مرة منذ مائة سنة أن لديها "جيش المجاهدين" نشرتهم شمال صعدة، وهؤلاء هم الوهابيون "الخلّص" الذين ينحدرون من سلالة مؤسس المذهب الوهابي، محمد عبد الوهاب وأتباعه.. هي حرب مذهبية لأن العدوان السعودي على الشعب اليمني وضع في رأس قائمة أولويات العدوان إبادة الجيش اليمني بدعوى أنه متحوث أي زيدي، يبيده لصالح تنظيمات إرهابية كالقاعدة والسلفيين وغيرهم من الوهابيين، الذين يشاركون السعودية في عدوانها على الشعب اليمني.. تبرر السعودية عدوانها على الشعب اليمني، بأنه ضرورة لقمع التشيع المخيف.. بينما الشعب اليمني أصله وفصله شيعة منذ القدم، زيدية وإسماعيلية واثنا عشرية وصوفية وحنفية وشافعية.. فكم ستبيد؟ *** السعودية لم تشترك في الحلف الأمريكي الغربي العربي للحرب على الإرهاب في العراق والشام، لأنها غير راضية عن الحرب على تنظيمات القاعدة و داعش والنصرة، وغيرها من التنظيمات الوهابية الإرهابية، التي تسميها "سنة وجماعة"، ولم يكن بمقدور السعودية معارضة الحرب ضد الإرهاب صراحة، لأن أمريكا هي التي تقود الحلف الدولي للحرب ضد الإرهاب، ولولا أمريكا، لرأينا حكومة السعودية في صف الإرهابيين علنا، بدلا من دعمهم بطرق مخادعة.