أما بعد.. أولاً.. لعلك تعلم أن أول مُلك آبائك على نجد كان في الفترة بين ( 1744-1818) بعون مباشر من بريطانيا وتدبير القسمة بين سلطانكم الزمني وسلطان آل الشيخ الديني، وقد انتهى بعد استباحتكم دماء وأموال عباد الرحمن وموالاتكم وتحالفكم مع عباد الصلبان على يد جيش مصر العظيم، بقيادة إبراهيم محمد علي باشا، وتم دكُّ الدرعية عاصمتكم بأيديكم، وساقوا جدك عبدالله بن سعود وكل القادة إلى إسطنبول ليلقى حتفه هناك في شر مقتلَة، حيث قُطع رأسه ووُضع بفوهة مدفع ورموه وعُلقت جثته مكتوباً عليها (تركيا فوق الجميع). وثانياً.. استعاد آباؤك دولتهم الثانية عام 1818 وجعلوا عاصمتهم الرياض، وقد عاشت هذه الدولة صراعات عنيفة بين أفراد الأسرة انتهت بإسقاطها على يدي بن رشيد حاكم شمر، في آخر معركة بينهم في موقعة حريملاء عام 1891م. وثالثاً.. بعد نهوض مشروع الدولة اليهودية على يدي هرتزل أعان البريطانيون جدك عبدالعزيز ليستعيد الرياض ويبدأ في إيجاد دولة قرن الشيطان، التي سيجعلكم الله آخر ظهور فيه بحوله وقوته. أيها الغازي الأحمق.. غزوتَ بلاد التبابعة العظام لكي تثبت لأسيادك في واشنطن وتل أبيب أنك الأقدر على صيانة المُلك ومصالحهم، ولم تتورع عن سفك الدماء وحصار شعب بأكمله وتدمير كل حضارته الحديثة، مستغلاً الضعف الذي ساهمت في خلقه أنت وغلمان الأسرة منذ عام 2011 م مع غلمانكم في اليمن، واستخدمتَ أبشع وسائل التدمير التي لم يسبقك في بعضها أحد، ونسيتَ أننا شعب ووطن لا يموت ولا يستسلم ولا ينحني إلا للواحد القهار، وقد آنت ساعة الانتقام أيها الجاهل المغرور، فانتظر ما يأتيك من بلد الإيمان. هذا هلاككم الثالث والأخير بقوة الله، والفرق بينه وبين الهلاكين الأولين هو أنه في الأولى أتاكم من ينتزع الملك منكم، وفي هذه جئتم بأنفسكم إلى من سينتزع الملك منكم وسيضع نهاية قرنكم (قرن الشيطان). وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..