أكثر من 300 شهيد وجريح سقطوا في معسكر القوات الخاصة بفعل قصف طائرات العدوان ورعونة قيادة القوات الخاصة، غير أن الأخيرة فاقت قوتها التدميرية القصف الجوي، فكانت الخسارة فادحة لم يسبق لها مثيل منذ بداية العدوان. مئات الغارات تعرضت لها مقرات عسكرية في الصباحة وعطان والسواد ونقم وغيرها من المناطق، وفي كل الأوقات والظروف، إلَّا أنها أخفقت في استهداف هذا العدد الهائل من الجنود، لسبب بسيط هو أن قادة تلك الألوية والمعسكرات أدركوا بالفطرة العسكرية أن وحداتهم هدف رئيسي لتحالف العدوان منذ بدايته الأولى، وهو ما أدركه ملايين اليمنيين غير العسكريين، حتى أولئك العالقين بالخارج. هستيريا القصف الوحشي البربري العشوائي، التي لم تستثنِ حتى المساجد، لم تنجح في استثارة الحس العسكري لقيادة القوات الخاصة ودفعها لاستشعار خطورة الوضع وحتمية الاستهداف لمقراتها، حتى تهديدات العسيري وتوعده بالقصف الدقيق والمركز لكل المعسكرات والمخازن وبيوت القادة المؤتمريين والحوثيين، لم تفلح هي الأخرى في اختراق جمام قيادة القوات الخاصة التي بادرت إلى تجميع مئات الجنود في صبيحة اليوم التالي لتهديدات العسيري، فوقعت الكارثة. لستُ من هواة نظرية المؤامرة ولا من المولعين بالتفتيش عن الرواية الأصح، أكان السبب توزيع مسدسات أو أسلحة على مجاميع من اللجان الشعبية، إذ لا جدوى من ذلك وقد بات لدينا حقيقة هي من أوضح الواضحات تقول بسقوط أكثر من 300 بين شهيد وجريح، أي 300 أسرة مقطعة الأوصال، وملايين من اليمنيين الغاضبين، فهل تدرك اللجان العليا الأمنية والثورية فداحة الكارثة، وهل تعي أن دماء من استُهدفوا في ملعب اليرموك لم تجفّ بعد حتى نكأت الجروح بمذبحة القوات الخاصة. عبدالرزاق المروني، أو ركن التسليح، أو قائد مجاميع اللجان الشعبية، أياً كانت رتبة المسؤول عن تلك الجريمة أو هويته، فهناك شخص مطلوب للعدالة ويجب اعتقاله ومحاكمته بتهمة التسبب بسقوط أكثر من 300 من منتسبي القوات الخاصة واللجان الشعبية.