هنأ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام جموع الشعب اليمني الصامد في وجه العدوان الغاشم والذي يدخل يومه ال86. مؤكداً -في كلمة له بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك- أن شعبنا اليمني يخوض اليوم أعظم ملاحم الصمود والبطولة والاستبسال في مواجهة أخطر عدوان همجي شامل يتعرض له في تاريخه المعاصر. واعتبر الرئيس صالح محاولات العدوان عرقلة مؤتمر (جنيف) تأتي في سياق ما يتعرض له هذا الشعب العظيم من عدوان. داعياً كافة أبناء الشعب إلى المزيد من التكاتف واستغلال روحانيات رمضان في تبني المبادرات الإغاثية في جبهة واحدة لمواجهة العدوان ومرضى النفوس. نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدلله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين: من البداية أتوجه في كلمتي هذه بالتهنئة القلبية الصادقة إلى كافة قيادات المؤتمر الشعبي العام وكل الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر الشعبي العام وقيادات وأعضاء أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وجميع أبناء شعبنا الأبي الصابر والصامد في كل مكان من أرجاء الوطن وخارجه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. شهر نزول القرآن والرحمة والمغفرة والعتق من النار، سائلاً المولى عز وجل أن يمكننا جميعاً من أداء فريضة الصيام وكل الواجبات المرتبطة بأداء الفرائض كأحسن ما يكون مهما كانت وتكون الظروف العصيبة التي يعيشها وطننا وشعبنا، وتحيط بكل أبنائه وفئاته الأبية المجاهدة، وأن يبلغنا الفوز بكل الثمار الخيرة المتصاعدة بالرحمة والمغفرة والعتق من النار إنه سميع مجيب.. فشعبنا قادر على أن يضرب المثل الأعلى في الإباء والصمود وأداء الفرائض والقيام بالطاعات في كل الظروف وأشد وأقسى الأوقات ودون أن يفل من عضده العدوان المتواصل .. والشامل وسوف يواجه العدوان بكل ما يستطيع بإذن الله وتوفيقه.. وإن الله على نصره لقدير. مدركين بأن فريضة الصوم بكل فضائلها ومتطلباتها كفيلة بتعزيز روح الإباء والصمود.. والتحمل والصبر لدى كل أبناء شعبنا.. وأن تتوجه كل القدرات والجهود نحو أعمال البر وفعل الخير.. والتطهر من كل الأمراض والأدواء الاجتماعية وكل الأحقاد والضغائن.. وأن يحرص الجميع على تعاون المجتمع وتكافله.. وتماسك قوته الإيمانية ووحدته الوطنية.. وبالأساس تعميق الصلة الوثيقة بالله.. وبقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.. وتعزيز أواصر الأخوة والمحبة والتراحم وصلة الرحم ويبقى الجميع كالبنيان المرصوص يسند بعضه بعضا، والقيام بكل ما يوجبه ويتطلبه الأداء الأمثل والأكمل لفريضة الصوم، ولذا نعتقد بأن مكافحة المفاسد وكل الأمراض الاجتماعية تعتبر اليوم أكثر من أي وقت مضى مسئولية كل أبناء الوطن بمؤسساته وتكويناته الفاعلة في الوعي وفي اليقظة الذاتية وتبني المبادرات الإغاثية والتكافلية في جبهة واحدة لمواجهة مرضى النفوس الذين لا يتورعون من استغلال ظروف البلاد والعباد بالطمع والجشع والغش فهؤلاء أخطر على الجبهة الداخلية وتماسكها من كل صور العدوان الخارجية.. لأنهم يستثمرون الحصار، وسوء التخزين والاحتكار ويخدمون مخطط العدوان والحصار الجائر على بلادنا وشعبنا, وذلك بالتلاعب بالغذاء والدواء والمشتقات النفطية وكافة الاحتياجات الضرورية للحياة نقول لهؤلاء.. صوموا وتهذبوا والتزموا بما أوجبه الدين الإسلامي الحنيف والامتثال لدروس الصوم ومكرمات الشهر الفضيل، وأن يخافوا من الله ويحكموا ضمائرهم في شعبهم واحتياجاته الماسة ومتطلباته الضرورية. واثقين بأن أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأنصاره وأعضاء أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي سوف يكونون قدوة في هذا الجهاد المفروض. لقد تفاءلنا كثيراً بلقاء اليمنيين في جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة بل وأعلنا منذ انطلاق دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أننا في المؤتمر الشعبي العام وحلفائه سوف نبذل كل الجهود من أجل إنجاح هذا اللقاء.. وقد فوجئنا بالعديد من محاولات عرقلة انعقاد هذا اللقاء الذي ينظر إليه الكثيرون بأنه سوف يؤدي إلى صيانة الأرواح.. وحقن الدماء ورفع الحصار والسير قدماً في أعمال النجدة الوطنية والإغاثة الإنسانية لملايين المحتاجين في كافة المحافظات ولكن الأحقاد المتفاقمة ضد الشعب اليمني والجمهورية اليمنية ووحدتها وأمنها واستقرارها ما زالت تفعل فعلها، وهو ما يجب أن ينتبه إليه المخدوعون بالكلام المعسول الذي ما زالت تطلقه الأطراف المعتدية بكل الصور والأساليب المكشوفة. إن شعبنا اليمني يخوض اليوم أعظم ملاحم الصمود والبطولة والاستبسال في مواجهة أخطر عدوان همجي شامل يتعرض له في تاريخه المعاصر لم يتوقف عند شق الصفوف الوطنية وزرع كل بذور الفتنة وإشعال نيران الاحتراب.. وإحكام الحصار على الحياة المعيشية للشعب اليمني بدون رحمة أو مراجعة الضمير، ومع ذلك فلن يصل العدوان إلى أهدافه الظالمة ومراميه الخبيثة وسيبقى وطن الثاني والعشرين من مايو صامداً مهما بلغت التضحيات وكانت الخسارات ولن يتمزق الوطن اليمني مهما توهم ذلك أعداء الوحدة اليمنية الخالدة. والله أكبر والمجد والخلود للشهداء الأبرار ولشعب الإيمان والحكمة النصر المبين