عندما تسأل إصلاحيا من المحتفلين بفوز أردوغان عن رأيه في نقل التجربة التركية الأردوغانية إلى اليمن, ينظر إليك بعداء كما لو أنك شتمته للتو بدون سبب، ويتهمك بالحقد على أردوغان. تحلف له أنك من عشاق رجب طيب وأن عشرين عصفورا غرد على شجرة قلبك ابتهاجا بفوزه. فينظر إليك بحيرة قبل أن يرد "لا .. لا ما ينفعش". لماذا "ما ينفعش" وها أنت تحتفل بفوزه ما يعني تأييدك لطريقة ومنهج إدارته للحكم في تركيا، وقبل أن ترد أؤكد لك أنني معجب جدا بمشروع أردوغان وأتمنى لو أن لنا حاكما مثله. للمرة الثانية يرد "لا.. لا ما ينفعش، هذاك نظام علماني واحنا نشتي نظام إسلامي" تنتقل الحيرة والتهكم إليك. لماذا تؤيدون نظاما علمانيا ما دمتم لا تريدونه في بلدكم؟ كيف تحتفلون لانتصار عدوكم اللدود، علمتونا في المدارس أن العلمانية والكفر وجهان لعملة واحدة، وأن أتاتورك هو الشيطان الأكبر الذي دمر الخلافة الإسلامية واليوم تحتفلون لانتصار النظام العلماني وفوز رجل ما يزال يحتفظ بصورة أتاتورك على جدار مكتبه. الكثير من الإصلاحيين خلقهم الله يوم خلق المكارحة، إلى درجة يمكن لأحدهم الجزم بأن النظام العلماني في تركيا مجرد فوتوشوب، أما المتحذلقون فتأتي إجابتهم "نحن نفرح لانتصار أردوغان لأننا نأمل أن يقضي على العلمانية في تركيا ثم يقضي عليها في جميع بلدان الوطن العربي". أنا أفدي دينك ركز.. لو يسمعك أردوغان لايندعك ملطام لما يخليك تخمس. العلمانية أوصلت حزب العدالة والتنمية إلى الكرسي لذا سيكون من الجنون هدمها، ثم إن الأتراك عاشوا العلمانية واقعا وأصبحوا مدركين أنها السبيل الوحيد للحاق بركب الأمم المتطورة وقد فعلوا. أردوغان _الإسلامي في شخصه العلماني في إدارته_ يدرك ذلك أيضا، ولا يلتفت لهذيان الإخوان العرب، هذا الرجل يرى مصلحة بلاده فوق كل اعتبار، لذا رفع التبادل التجاري بين تركياوإيران إلى ثلاثين مليار دولار في السنة، إيران يا معشر الإخوان، إيران أعتقد تعرفونها جيدا. ورغم مرور أكثر من عقد على حكم العدالة لتركيا إلا أنه لم يلغِ الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين تركيا وإسرائيل. إسرائيل يا أبطال الحكم الإسلامي.. هل تتذكرون غزة الآن. حسنا.. أردوغان فعل ذلك، وأنا مازلت معجبا بمشروعه وبإدارته لبلده ومؤيدا لكل ما قام ويقوم به من اتفاقات ما دامت تصب في مصلحة تركيا والاقتصاد التركي فالعالم يدار بالمصالح وليس بالنضال الرومانسي والشعارات. هل ما تزال يا صديقي الإصلاحي مؤيدا لأردوغان؟ الإجابة: نعم فهو من سيعيد الخلافة الإسلامية. شكرا لتناحتك.