هزائم مرة في مأرب وأنكى منها في الجوف، وفي باب المندب والشريجة والوازعية وكرش، شبعت الجوارح وأتخمت الكواسر من جثث مرتزقتهم المحليين والأمميين، ومن لحوم ضباطهم وجنودهم في عسير ونجران وجيزان، والمئات من آلياتهم العسكرية التهمتها النيران، مبعثرة ومتناثرة أجزاؤها في كل جبهة، وعشرات من مواقعهم العسكرية التي سويت بالأرض وغطى دخانها وجوه المذيعين ومحللي الأجر اليومي في استوديوهات العربية والجزيرة. لم يتبق أمام مملكة الفشل والهزائم إلاّ أن ترسل جنودها البواسل ومرتزقتها الأشاوس إلى منطقة يمنية ليس فيها يمنيون، ومنازلة الفراغ في جزيرة حنيش لتتمكن العربية من الحديث مؤقتاً عن انتصار دون قتال والاستراحة قليلاً من كوابيس المعارك والتقاط أنفاسهم من الهزائم المتلاحقة، وهذه هزيمةٌ أخرى.