ارتكب العدوان السعودي أمس، جريمة حرب جديدة تعد الأفظع، غير آبه لتنامي الانتقادات الدولية جراء تعاظم أعداد ضحايا غاراته الجوية في صفوف المدنيين. وقال محمد المداني، مدير عام مديرية مستباء محافظة حجة خلال اتصال ل"اليمن اليوم" إن طائرات العدوان شنت عند الثانية عشرة ظهراً غارتين على سوق (الخميس) إحداهما استهدفت بشكل مباشر مطعماً مكتظاً بالزبائن. وأضاف أن الحصيلة الأولية للضحايا تشير إلى سقوط (148) شخصا بين شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء، مشيرا إلى أن العشرات من شباب المديرية لا يزالون مفقودين وأن المعلومات تفيد بأنهم كانوا في السوق. وأكد استمرار البحث عن شباب أبلغ أهاليهم عن فقدانهم ولم يتم التعرف عليهم في أوساط المصابين أو الشهداء. كما أشار إلى أن عددا من جثث الشهداء تمزقت إلى أشلاء صغيرة بينما قذفت أخرى إلى مناطق قريبة من السوق ولا تزال الفرق تقوم بجمعها. من جانبه قال أيمن مذكور-مدير مكتب الصحة في المحافظة- خلال اتصال ل"اليمن اليوم" إن مستشفيي الجمهوري وعبس استقبلا في اللحظات الأولى، جثامين (41) شهيدا و(35) جريحا بينما نُقل آخرون بينهم (3) في حالة خطرة إلى مستشفيات في محافظة الحديدة نظرا لاكتظاظ المستشفيات في حجة. كما توقع ارتفاع عدد الشهداء "نظرا لحالة بعضهم الخطيرة".. وفي المساء قال مراسل "اليمن اليوم" إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى (107) و(41) جريحاً وأن العدد مرشح للارتفاع. وكانت مستشفيات حجة أطلقت،أمس، نداء استغاثة للتبرع بالدم وأخرى بالأدوية لإنقاذ الجرحى. من جهتها قالت حركة (أنصار الله) في بيان صادر عن المجلس السياسي إن هذه الجريمة المروعة دليل على أن العدوان السعودي الأمريكي لا يحترم العهود والمواثيق "خاصة وأن هذه الجريمة تأتي في ظل الجهود المبذولة التي يفترض أن تفضي إلى وقف العدوان وليس استمراره وبوحشية". وفي إشارة إلى المفاوضات المباشرة التي بدأتها السعودية وأنصار الله في الحدود قال البيان: إن التمادي في ارتكاب هذه الجرائم لا تساعد في التوصل إلى أي حلول بقدر ما ستؤدي إلى استمرار الحرب وتعقيد الوضع وتأزيمه. يذكر أن مديرية مستباء إحدى أكثر المديريات في حجة تعرضاً لغارات العدوان بعد حرض وميدي وبكيل المير. وبحسب مدير عام المديرية فإن غارات العدوان المتواصلة على مستباء منذ البداية أحدثت دماراً شبه كامل في البنية التحتية، المجمع الحكومي، مبنى المحكمة الابتدائية، مكتب الزراعة، 4 مدارس حكومية، والوحدة الصحية. يذكر أن العدوان السعودي كان قد ارتكب جرائم حرب بمحافظة حجة في أيامه وأسابيعه الأولى أبرزها استهداف مخيمات اللاجئين في المزرق. والجدير بالإشارة أن ارتكاب العدوان هذه الجريمة في سوق مستباء يأتي بعد أسبوعين من جريمة مماثلة ارتكبها العدوان في سوق خلقة بمديرية نهم محافظة صنعاء خرج على إثرها مجلس الأمن الدولي ببيان دان فيه المجزرة ووضعها في خانة جرائم الحرب.