صّعد حلف العدوان ومرتزقته، أمس، من عملياتهم العسكرية في جبهات محافظة تعز، وخصوصاً عاصمة المحافظة والشريط الحدودي مع محافظة لحج، بزحوفات عدة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي والتجسسي التابع للعدوان. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، بأن الجيش واللجان الشعبية تصدوا، أمس الجمعة، لهجوم مسلحين من مختلف الفصائل الموالية للعدوان "إصلاح وقاعدة وسلفيين وآخرين" في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، حاولوا التقدم في حي ثعبات والتموين العسكري وحي الزهراء، غرب القصر الجمهوري، من أماكن عدة، ودارت معارك عنيفة استمرت منذ الساعات الأولى لفجر أمس وحتى الثالثة عصراً، قبل أن يتمكن الجيش واللجان من كسر الهجوم وتكبيدهم خسائر كبيرة في الارواح والعتاد. وطبقاً لذات المصادر فقد قتل خلال الهجوم 3 قيادات ميدانية للمرتزقة، أحدهم يدعى ياسر المخلافي، بالإضافة إلى إصابة قائد ما يسمى ب"كتائب حسم" السلفية عمار الجندبي، ومقتل اثنين من مرافقيه في الهجوم الفاشل على ثعبات. وأوضحت المصادر أن هجوم المرتزقة رافقه قصف مكثف بالمدافع والدبابات وقذائف الهاون التي انهالت على أحياء الجحملية وثعبات والكمب والقصر الجمهوري. وفي اعتراف صريح قالت الصفحة الرسمية لما يسمى ب"كتائب أبو العباس" ذات التوجه السلفي، إن مدفعيتها عيار 105 "دكت" مواقع "الحوثيين"، فيما أكدت صفحة "لواء الصعاليك" دخول مدفع جديد تابع ل"اللواء" قيد الخدمة، بالإضافة إلى الدبابات والمدرعات التي يملكها "الصعاليك"، بخلاف صواريخ الكاتيوشا التي تمتلكها "كتائب حسم" وسبق أن قاموا بنشر صور وهم يقصفون أحياء تعز ب"الكاتيوشا". ويأتي الهجوم الكبير للعملاء في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، بعد يومين من إعلان "كتائب حسم" انتهاء الدورة العسكرية الرابعة لمقاتليها، والتي استمرت قرابة شهر كامل، وتخرج منها ما يقارب ال "100 مقاتل". وطبقاً لمصادر محلية فإن الدورة العسكرية تمت في مدرسة الشعب التي حولها العملاء من فصيل "كتائب حسم" إلى معسكر لمقاتليهم. مجزرة في "الباب الكبير" في غضون ذلك اتهم مصدر عسكري، عملاء العدوان بارتكاب مجزرة بشعة بحق المواطنين في سوق الباب الكبير بمدينة تعز القديمة. وقال المصدر إن عصابات ما يسمى ب "لواء الصعاليك" الذي يتزعمه المدعو عزام الفرحان والحسين بن علي، استهدفوا منطقة "الباب الكبير" معقل الجماعة السلفية فصيل "أبو العباس" بقذائف الهاون، على إثر صراعات بين الصعاليك وكتائب أبو العباس، مشيراً إلى أن القذائف سقطت في السوق أثناء تواجد المواطنين للتسوق، ما أدى إلى استشهاد 4 وإصابة قرابة 12 آخرين، بينهم نساء وأطفال، لافتاً إلى أن العملاء أرادوا استغلال هذه الجريمة لكسب تعاطف الناس، من خلال اتهام الجيش واللجان الشعبية بارتكابها، خصوصاً بعد ازدياد سخط المواطنين على العملاء، نتيجة الاختلالات الأمنية وعمليات السلب والنهب والتقطعات التي تشهدها الأحياء الواقعة تحت سيطرة العملاء، بالإضافة إلى أن تلك الأحياء تشهد بين وقت وآخر اشتباكات مسلحة بين الفصائل المتناحرة داخل المدينة، وأغلبها بسبب خلافات حول تقسيم مناطق النفوذ والأسلحة. إلى ذلك أدانت السلطة المحلية بمحافظة تعز الجريمة الوحشية التي ارتكبها عملاء العدوان، واستهدفت عدداً من المدنيين الأبرياء في منطقة الباب الكبير بمدينة تعز بقذائف الهاون. وأكد بيان صادر عن السلطة المحلية بتعز أن الميليشيات الدموية استهدفت المنطقة التابعة لأحد الأطراف الذي تم معه تبادل الأسرى بينه وبين الجيش واللجان الشعبية، الأمر الذي يؤكد النوايا السيئة المبيتة من قبل ميليشيات الإصلاح، لتقويض مساعي الاتفاق الذي كان على وشك الإنجاز برعاية ومباركة أممية. ولفت البيان إلى أن تلك الميليشيات دأبت باستمرار على تعطيل كل مبادرات السلم والسلام، والمتاجرة بدماء اليمنيين. اقتحام وقتل وسحل وفي السياق أبلغ "اليمن اليوم" مواطنون في حي الخياطين بذات المدينة بأن مسلحين من العملاء اقتحموا الحي وقاموا باختطاف المواطن نعمان حزام من منزله واقتياده إلى مكان مجهول. وأمس الأول استشهد الشيخ العزي عبدالرحمن محمد حسان، برصاص مسلحين تابعين للمرتزقة، وذلك أثناء ذهابه لأداء صلاة العصر في جامع المظفر. ونعى ملتقى التصوف الإسلامي في بيان له استشهاد الشيخ العزي، لافتاً إلى أن المجرمين "لم يكتفوا بذلك العمل الشيطاني بإزهاق نفس حرم الله إزهاقها، دون أي جُرم، سوى انتمائه للمشرب الصوفي، حيث قاموا بسحله ميتاً بإحدى (الدراجات النارية)، من المكان الذي قُتل فيه في حي المظفر -بالمدينة القديمة -إلى الباب الكبير". تطورات الجبهات الأخرى وتجددت المواجهات العنيفة في أوقات متفرقة خلال ال"48 ساعة" الماضية في جبهات الوازعية وذوباب والقبيطة وكرش. وذكرت مصادر عسكرية مختلفة ل " اليمن اليوم" أن الجيش واللجان تصدوا ليل الخميس لمحاولة تقدم مجاميع من مرتزقة العدوان صوب منطقة الحريقية، في بني الحكم، جنوب مدينة ذوباب، من جهة منطقة "القروش"، شمال شرق الحريقية، ومنطقة "خور الشورى" القريبة من باب المندب، بالتزامن مع محاولة عناصر أخرى من المرتزقة التقدم باتجاه طريق "العمري-كهبوب" لقطعها، إلا أن الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد، وتمكنوا من دحرهم وإرجاعهم إلى مواقعهم في أطراف الصبيحة ورأس العارة. وفي جبهة الوازعية، اندلعت مواجهات متقطعة يومي الخميس والجمعة في منطقة المخشب القريبة من عزلة بني عمر التابعة لمديرية الشمايتين "التربة"، بالإضافة إلى استهداف متواصل بالمدفعية والرشاشات عيار 23 من قبل مرتزقة العدوان، لمناطق متفرقة في أطراف مديرية الوازعية من جهة مديرية مضاربة لحج. وفي جبهة "كرش-الشريجة" قصفت مدفعية المرتزقة مواقع الجيش واللجان في الجريبة وجبال الأشقب، غرب كرش. كما تواصلت المواجهات لليوم الثالث على التوالي في مناطق الكعبين وعدد من جبال اليوسفين، غرب مديرية القبيطة، المحاذية لمديريتي حيفان ودمنة خدير بمحافظة تعز. نهب جامعة تعز وفي سياق عمليات النهب والسلب المنتشرة في المناطق الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان، أكدت مصادر أكاديمية ل "اليمن اليوم" تعرض جامعة تعز في حبيل سلمان، غرب مدينة تعز، لعمليات نهب واسعة من قبل مسلحي الفصائل العميلة وبيع معداتها لجامعات خاصة بأسعار زهيدة. وطبقاً للمصادر فإن ما يسمى ب"أمير كتائب حسم" قام بنهب أجهزة ومعدات بحجة أنه خسر مبلغ 40 مليون ريال تكاليف السيطرة على الجامعة وحراستها، مشيرة إلى قيام المرتزقة بنهب معدات معمل "الميكا" وبيعها بسعر زهيد لأحدى الجامعات الخاصة.. وكذا إتلاف ميكروسكوب بسعر مليون و200 ألف ريال، من خلال إطلاق النار عليه بسلاح معدل، بعد أن اختلف المرتزقة في اقتسام المنهوبات، بالإضافة إلى نهب خريطة المولد الكهربائي الكبير الخاصة بكلية الهندسة وبيعها ب 200 ألف ريال فقط. وكان مسلحون من فصيل كتائب حسم قد قاموا أواخر مارس الماضي بنهب معدات ثقيلة تابعة لشركة مقاولة من كلية الطب، فيما قام آخرون تابعون للقيادي الإصلاحي حمود المخلافي بنهب مخازن الجامعة الواقعة في منطقة السجن المركزي، وهي عبارة عن باصات وسيارات ومعامل وأدوات قرطاسية.