حتى ونحن نحاول التغني باسم الإنسانية المشطوب، فيمكن للأثرياء شراءها من سجلات المجتمع الدولي وأفئدته الهشة، لكنه سيتحول إلى وشم عار في جبين الإنسانية.. وسيذكر التاريخ هذا..!! في الجزء الغريب لهذه الحرب الحاقدة أن لا يعود وفد مفاوض غادر بلده بتأمين دولي، والأغرب في خباياها أن المملكة رسمت كل سيناريوهات الحرب وهي تفكر كيف تشد بيدها وثاق آخر جندي يمني لتصلبه في ساحة واسعة، معتقدة أن ثروتها كفيلة بسحقنا دون أن يمس جسدها الطاهر لهبٌ من شظايا مقذوف أو ارتداد صاروخي. وفي الجزء الأكثر دناءة أن يقبض منها المجتمع الدولي ثم يتغاضى عن موتنا بصواريخ تطلقها المملكة كل دقيقتين، وبثمن آخر تشتري الانفعال الشديد لتضامنه مع ضحاياها في الحدود. أحزاننا ليست متداولة ؛ فلا نملك الثروة ولهذا يطأطئ العالم رأسه ويسعل بطريقة مفتعلة بينما يُقتل اليمني يومياً وحيداً وبدون حتى جريدة يغطي بها رأسه، وفي كل مرة تخرج المملكة تختال بين الجثث وبيدها شيك مدفوع للعصابات الدولية، وقد صار المجتمع الدولي وكأنه أحد الأشرار الذين يعملون لحساب مملكة فاحشة الثراء..!! كلما تزلج شيك على سفح الأممالمتحدة تذكر التاريخ عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء قتلوا هنا، وماتوا تحت أنقاض بيوتهم ومدارسهم وأسواقهم، وسيكتب التاريخ ثمن الانفعال الشديد لتضامنه مع ضحايا مملكة صعدت لشراء الحرب برصيد مفتوح، وأودعت في وقودها أحدث وأوسع ترسانة أسلحة في العالم وأكثرها حرمة وفتكاً على الإطلاق. قبل أن تغادر أطباء بلا حدود هرباً من جحيم الحرب، كنا نكتف ضحايانا ونسلمهم إليها "براهين" نفعل هذا حتى ونحن نعلم أن البوكيمون يقوم يومياً بإعداد طاولة العشاء للقتلة..!! وأن الأممالمتحدة تكوي غسيل الموت، واليوم ترفع يدها عن وفد مفاوض غادر بحمايتها، لتبدو أعجز من أن تفي بالتزام ساذج كتأمين طريق العودة. هذا الشكل الرديء لا يدفعنا لإيقاف خطوط التفاوض والبحث عن السلام الذي سنحتفل به في يوم طويل، ولن نموت بالمجان..!!