أفاد "اليمن اليوم" مصدر في القوات المسلحة بأن اللجان المختصة باستقبال المتطوعين للقتال في جبهات ما وراء الحدود استقبلت أمس (812) مقاتلا ليرتفع عدد المتطوعين إلى (2466) خلال يومين. وأضاف المصدر أن التجاوب مع دعوة الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، والسيد عبدالملك الحوثي للنفير العام كبير جداً، خصوصاً لجبهات ما وراء الحدود التي تشهد تصعيداً مربكاً للعدو، وبما يؤكد أن "ما بعد مجزرة الصالة الكبرى، لن يكون كما قبلها". وأطلقت القوة الصاروخية للجيش فجر أمس صاروخاً باليستياً بعيد المدى (بركان-1) على قاعدة الملك فهد الجوية في منطقة الطائف، إمارة مكة، وهي المرة الثانية التي تتجاوز القوة الصاروخية أهدافها في جيزان ونجران وعسير إلى العمق السعودي. وقال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن وحدات الرصد أكدت إصابة الصاروخ لهدفه بدقة عالية، مخلفاً انفجارات كبيرة داخل القاعدة. وقال ناشطون سعوديون في (تويتر) إن حالة من الإرباك والهلع سيطرت على محيط القاعدة وأن حركة سيارات الإسعاف كانت لافتة. واعترفت سلطات العدو السعودي باستهداف قاعدة الملك فهد في الطائف إلا أنها زعمت أن قواتها الجوية اعترضته ودمرته في الجو. وتعرضت ذات القاعدة لصاروخ مماثل في سبتمبر الماضي وزعمت سلطات العدو حينها أن ما حصل هو نيزك. مزاعم الدفاع الجوي السعودي عن إسقاط الصاروخ في سماء الطائف والتي تبعد مئات الكيلومترات عن أقرب نقطة حدودية مع اليمن، أثارت ردود أفعال داخل المملكة، حيث تساءل ناشطون عبر تويتر: كيف وصل الصاروخ إلى الطائف متجاوزاً الدفاعات الجوية في جيزان ونجران وعسير. مؤكدين أنه طالما وصل إلى سماء الطائف فإنه أصاب هدفه، وما أشار إليه أبناء الطائف عن دوي انفجارات ضخمة هو بفعل الصاروخ اليمني. الجدير ذكره أن (بركان-1) باليستي مطور من نوع (سكود) روسي الصنع، تم تطويره بخبرات يمنية ليصل مداه إلى 800 كم، ويحمل رأساً حربية تزن نصف طن، بقدرة تدميرية شديدة الانفجار، ويبلغ طول الصاروخ 12.5 متراً، وقطر 88 سم، ويزن 8 أطنان. إلى ذلك، تشهد جبهات القتال فيما وراء الحدود تصعيدا لافتا من قبل أبطالنا قواتنا المسلحة، الجيش واللجان الشعبية، وبما يؤكد أن ما بعد المجزرة الكبرى في صالة عزاء آل الرويشان لن يكون كما قبلها. وأكد مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن عددا من العسكريين السعوديين لقوا مصرعهم وجرح آخرون إثر استهداف تجمعاتهم في القطاعات الثلاثة جيزان ونجران وعسير. ففي قطاع جيزان، سقط عدد من جنود العدو بين قتيل وجريح بقصف تجمعاتهم في موقعي الغاوية والتبة الحمراء محافظة الحرث (الخوبة). وذكر موقع (سبق) السعودي إن من بين القتلى أمس في الغاوية الملازم محمد العتيبي. وأطلقت القوة الصاروخية صاروخا باليستيا (زلزال2) على حامية موقع فزع العسكري موقعة خسائر في صفوف العدو. كما تمكن أبطالنا من إحراق 3 آليات سعودية في موقع الدخان ومصرع عدد من العسكريين في الموقع. من جهته شن العدو 6 غارات جوية على مواقع عسكرية خسرها في الخوبة. وفي محافظة الطوال، سقط عدد من جنود العدو ومرتزقته –يمنيين وأجانب- بقصف تجمعاتهم بصليات صاروخية (كاتيشوا) وقذائف مدفعية غرب المنفذ (الجوازات). ودكت القوة الصاروخية المجمع الحكومي بمنطقة زمم شرق الموسم التابعة لمحافظة صامطة. وفي قطاع نجران، دكت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أمس بصليات صاروخية (كاتيوشا) تجمعات لجنود العدو في موقع الخضراء وموقع السديس وموقع الشبكة محققة إصابات مباشرة، كما استهدفت المدفعية معسكر عين الثورين. ووزع الإعلام الحربي مساء أمس تسجيلاً مصوراً لأسير عسكري سعودي ناب عن زملائه الأسرى بالحديث لوسائل الإعلام. ويبين العسكري السعودي الأسير فيصل راضي دوجان الظفيري أنه من اللواء السادس، وحدة المشاة والآليات بقطاع نجران، وأنه متحدثاً رسمياً باسم الأسرى. واتهم الظفيري القيادة السعودية بالتقصير في حماية المواقع الحدودية وأنهم يلقون بالجنود إلى المحرقة، وقال "إنهم يعيشون وهم، وليست لديهم خطط واضحة"، موضحاً أن الجندي السعودي في ميدان المعركة يعيش حالة الخوف الدائم بسبب عدم وجود رؤية واضحة للحرب، فضلاً عن أنهم يقعون أحياناً ضحية لغارات التحالف لحظة محاولاتها صد هجوم يمني. وتحدث عن العمليات النوعية للجيش اليمني واللجان الشعبية، لافتاً إلى حادثة تمكن خلالها خمسة أفراد من الجيش واللجان الشعبية من احتلال موقع سعودي مزوداً بالصواريخ ويحظى بحماية الطائرات والدبابات. الأسير الظفيري طمأن أهله وأهالي الأسرى أنهم في صحة جيدة، مثنياً في الوقت ذاته على الجيش اليمني واللجان الشعبية على حسن تعاملهم مع الأسرى. وفي قطاع عسير، استهدفت القوة الصاروخية تجمعات لجنود العدو في الربوعة، كما استهدفت المدفعية مركز كاميرات المراقبة بعلب وسقوط قتلى وجرحى في صفوف جنود العدو. إلى ذلك كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر أمس عن قيام الاستخبارات السعودية بنقل نحو 4 آلاف من مقاتلي المعارضة السورية للقتال في نجران وجيزان وعسير. وقالت الصحيفة إن مصادر أمنية معنية بالجبهة الجنوبية السورية أبلغتها أن الاستخبارات السعودية نقلت ما بين 3 إلى 4 آلاف مقاتل من الجنوب السوري، «بغية نقلهم إلى الحدود السعودية اليمنية، لخوض معارك الدفاع ضد الحوثيين وقوات الرئيس علي عبدالله صالح». ووفق المصادر، فإن الاستخبارات الأردنية والسعودية استأنفت تنظيم الدورات العسكرية لتدريب مسلحي «الفصائل الجنوبية» نهاية آب الماضي، في معسكرات تتبع للجيش الأردني شمال المملكة الهاشمية، ومعسكرات الحرس الوطني السعودي في منطقتي عرعر وحفر الباطن، شمال شرق السعودية. وكانت الدوريات قد توقّفت منذ أيار الماضي، بعد تخريج 1800 مسلّح على ثلاث دفعات، لحساب ما يسمّى «جيش سوريا الجديد»، الذين حصلوا على مغريات مالية كبيرة وكميات وافرة من الأسلحة الأميركية، من دون تحقيق أي تقدّم ضد «داعش» في التنف والبوكمال.