آخر إحصائية عن صعدة تقول إن عدد القتلى والجرحى خلال الشهرين الماضيين يربو على المائتين.. وهؤلاء الضحايا ليسوا من العسكريين في جبهات القتال ولكنهم مدنيون –أطفال ونساء ورجال- استُهدفوا في المنازل والمحال التجارية والمزارع، وحركة السير المرورية. لأنها صعدة، لم يكتف بنو سعود بما ألحقوه بها من دمار شامل في العام 2009م بواسطة طيرانهم الحربي، ولكنهم عندما أعلنوا –من نيويورك- عدوانهم على اليمن بأكمله عام 2015م بلسان –الشِبْه- الجبير، كان في صدارة قراراتهم العسكرية إعلان محافظة صعدة بأكملها –بشراً وحجراً وشجراً وطرقات، وما تبقى من المنازل التي دمرت في عدوان 2009م- منطقة عسكرية مستباح كل ما فيها. ولأنها صعدة ولأنهم بنو سعود، لم يعترض أو يستنكر أحد قراراً مثل هذا حتى من قبيل المزايدة المعروفة باسم الإنسان وحقوقه. لأنها صعدة، فلا مانع أن تقصف بمدفعية وصواريخ العدوان السعودي وأن تستهدف شبراً شبراً بطائرات هذا العدوان وقنابله المحرمة دولياً.. ولم نسمع استنكاراً أو قلقاً حتى من الأممالمتحدة ومبعوثها الذي يترفع قلمي عن كتابه اسمه. لأنها صعدة ولأن من أعلنها منطقة جرائم حرب هم بنو سعود، ولأن السلاح المستخدم في تلك الجرائم هو أميركي –بريطاني – فرنسي- وليس روسياً، ولأن الضحايا والقتلى من أبنائها، وليسوا مجلوبين من أكثر من مائة دولة.. فلتدمر وتحاصر. لأنها صعدة التي لا توزع لأعيانها الملايين المدنسة من المال السعودي الذي كشف عنه قيادي سلفي (أبو العباس) فلتكن منطقة حرب وليمنع عنها كل شيء ولتقصف حتى سيارات البضائع والإسعاف. لأنها صعدة وليست حلب أو الرقة أو حتى الموصل، فلتطلق أيدي التحالف العدواني فيها بما يرضي حقد الجمال ومرارة هزائمها في المواجهات. لأنها صعدة، التي لم تحول إلى ساحة حرب وأوكار ما أسموها بالمعارضة المسلحة المعتدلة من أجل إسقاط ولاية رئيس شرعي، فل تدمير كغيرها من الأهداف المدنية في اليمن من أجل فرض رئيس توافقي انتهت ولايته والتوافق عليه، فلا حديث عنها ولا استنكار، وإن من باب إسقاط الواجب. هكذا يتعاملون، ولكنها صعدة التي ستظل رمز العزة والمنعة والقوة والبسالة اليمنية وسنظل نقول (ومن ركب غواه... يترك عظامه تحت أقدام الجبال السود). إنها صعدة