وسط انهيار متسارع للمسلحين في شرق حلب في المواجهات، أكمل الجيش السوري وحلفاؤه خطتهم في التقدم بشكل ناجح، وتمكنوا أمس من تحرير كامل القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية بعد عزل الأحياء من جهة حي الصاخور. وأفاد الإعلام الحربي بأن المساحة المحررة للقسم الشمالي 20 كلم مربع من أصل 45 كلم مربع للأحياء الشرقية لحلب. وأصبحت بذلك أحياء الشيخ خضر، الشيخ فارس، بستان الباشا، بعيدين، سليمان الحلبي، الهلك، الإنذارات، عين التل، هنانو ومساكنها وجبل بدرو تحت السيطرة خلال تقدم الجيش وحلفائه بشكل متسارع في الأيام القليلة الماضية. وقال المرصد السوري المعارض أن الجماعات المسلحة في مدينة حلب خسرت الاثنين سيطرتها على كامل الجزء الشمالي من الأحياء الشرقية، بعد سيطرة الجيش السوري على ثلاثة أحياء، الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، بالإضافة إلى سيطرة المقاتلين الأكراد على حي الشيخ فارس . وأقرت تنسيقيات المسلحين بسيطرة الجيش السوري وحلفائه على حيي الحيدرية والهلك وبعض الأحياء المجاورة شرق مدينة حلب . وأعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن القوات السورية سيطرت حاليا على 12 منطقة شرق حلب. وقال المركز في بيان: "القوات الحكومية السورية مستمرة في فعاليات تحرير القسم الشمالي الشرقي من حلب من المسلحين. حاليا فرضت سيطرها التامة على 12 حياً: حي الشيخ فارس والقادسية والحيدرية والشيخ نصر وجبل بدرو وطريق الشيخ نجار وبستان الباشا وحي الصاخور...". واضاف البيان انه تم تحرير قرابة 40 بالمئة من مساحة القسم الشرقي للمدينة.. تزامن ذلك في الساعات الماضية مع خروج آلاف المدنيين بمواكبة من الجيش من مناطق حلب الشرقية. وقال المرصد المعارض إن نحو عشرة آلاف مدني خرجوا من شرق حلب. وقال مركز حميميم إن أكثر من 100 مسلح خرجوا من أحياء حلب الشرقية عبر الممرات الإنسانية المفتوحة. مواقع كردية أفادت عن إصابة عدد من الأشخاص إثر استهدافهم من قبل المجموعات المسلحة أثناء خروجهم من الأحياء الشرقية لمدنية حلب باتجاه حي الشيخ مقصود. وقد نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية موضوعا لمحرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور بعنوان "فصائل المعارضة السورية تضعف بينما يفر الآلاف من حلب". قال وينتور في موضوعه إن هناك دلائل على أن "الفصائل المسلحة" في شرق مدينة حلب شمالي سوريا قد بدأت في التفكك وفقدان السيطرة في الوقت الذي بدأ فيه آلاف المدنيين النزوح من المناطق التي تسيطر عليها إلى مناطق سيطرة القوات السورية والقوات المتعاونة معها. وأكد وينتور أن التقدم السريع للقوات السورية أصبح يهدد بكسر صفوف الفصائل المسلحة إلى جبهتين منفصلتين في المنطقة. الجيش السوري يعتمد تكتيكا روسيا مأخوذا من التجربة السوفيتية (اطار) أوضح رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية التابعة لوزارة الدفاع السورية، العميد سمير سليمان، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" أن التكتيك المعتمد في الجيش السوري هو تكتيك روسي يعتمد على التجربة السوفيتية. وقال سليمان إن "العلاقة بين الجيشين السوري والروسي قديمة، وبدأت بعد فترة قصيرة من تأسيس الجيش السوري... فالتكتيك المعتمد في الجيش السوري هو تكتيك روسي يعتمد على التجربة السوفيتية والروسية. والعتاد السوري في معظمه هو روسي". وأضاف "العلاقة الحالية الموجودة بين الضباط الروس والسوريين قوية جدا، وليست فقط عسكرية، وإنما ذات طابع نفسي واجتماعي... هناك جانب روحي أصبح موجود بينهم...لأنهم يخوضون معركة واحدة في الهدف، ضد الإرهاب ودفاعا عن الإنسانية جمعاء...وعن الشعبين".