أثارت صحيفة "الإندبندنت" وموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قضية تصفية امرأة تعمل في منظمة خيرية وسط مدينة تعز على يد "متطرفين". مشيرتين إلى أن تصفية امرأة يعد تطورا خطيرا من قبل الجماعات المتطرفة في تعز. وقتلت الناشطة أمة العليم الأصبحي، التي ناضلت من أجل محو الأمية بين الإناث بالرصاص من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية في شارع 26 سبتمبر (في المناطق التي يسيطر عليها قوات هادي والمتطرفين)، ما أثار مخاوف من حملة التصفيات المستهدفة ضد المرأة من جانب "المتطرفين"، وفق توصيف الصحيفتين. وتقول الإندبندنت وميدل إيست آي، إن مقتلها يسلط الضوء على فشل قوات هادي وما تسمى ب"المقاومة" في حماية المدنيين من الجماعات المتطرفة. وأثار مقتلها صدمة بين أوساط المجتمع الناشط في تعز، الذين يقولون إنهم لم يعد يمكنهم أن يعملوا بأمان في المدينة التي مزقتها الحرب. وكان الأسبوع الفائت، أجرى موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقابلات عديدة مع مواطنين من مدينة تعز، وتحديداً الأحياء الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية عن السلب والنهب الذي يعانونه من مقاتلي ما يعرف ب"المقاومة الشعبية والجيش الوطني"، بحسب توصيف الموقع. وقال الموقع البريطاني، إنه على الرغم من استعار الحرب في تعز، استمرت الحياة اليومية بحالة طبيعية في كثير من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس صالح، وظلت مراكز الشرطة والمدارس والمستشفيات والأسواق والمحاكم والمؤسسات العامة الأخرى تعمل بشكل طبيعي، ما أثار مزيداً من المخاوف لدى السكان إذا ما سيطرت "القوات الموالية للتحالف السعودي" على تلك المناطق. وأدان جميع الأطراف في الصراع الدائر في اليمن مقتل الناشطة أمة العليم، ولكن لم يتم القبض على قاتلها، ولم يلق مقتلها اهتمام حكومة "هادي" أو الصحافة، بسبب خشية الصحفيين الانتقام من قبل مرتكبي الجريمة البشعة، وفق الموقع البريطاني. ويقول موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، إن أمة العليم الأصبحي قريبة من عائلة محافظ تعز عبده الجندي، وأحجمت عائلة الأصبحي عن الكلام، خوفا من الانتقام من الذين يقفون وراء عملية الاغتيال. لكن أحد أقربائها أخبر الموقع -بشرط عدم الكشف عن هويته- أن أعضاء "المقاومة" هم وراء العملية البشعة. وكانت صدرت فتوى من قبل الداعية الإسلامية عبدالله العديني، يحرم اختلاط الناشطات بالرجال في تعز، ما جعل بعض الناشطات يقلص عملهن خوفا من الاغتيالات. وقالت الناشطة، شذى نجيب، وهي زميلة أمة العليم الأصبحي للموقع البريطاني، إنها اضطرت لوقف عملها، مضيفة: "إن اغتيال الأصبحي هو مؤشر واضح أن المتطرفين يمكن أن يقتلوا النساء مع الإفلات من العقاب، لذلك كان علينا الحد من عملنا وتأجيل أي أنشطة اجتماعية حتى نهاية الحرب البشعة". ويقول أقارب الأصبحي: "ليس هناك محاكم في تعز، ونحن لا نستطيع من اللحاق بالقاتل، ولكن كل منا يعرف أنهم كانوا من أنصار (المقاومة)". ولفت الموقع البريطاني إلى أن ما أسماها "المقاومة"، نعت أي تورط في مقتل الأصبحي، لكنها اتهمت "المتطرفين" في صفوفها. وقال أحمد نعمان، وهو شيخ في منطقة الصبيحي، في تعز: "إن اغتيال الأصبحي ما هو إلا علامة من علامات الفوضى القادمة في تعز، ضد التقاليد اليمنية والثقافية، وضد الإسلام، ولم نسمع في التاريخ اليمني عن مثل هذه الأمور". وأضاف الشيخ نعمان: "إن ذلك وصمة عار سوداء في تاريخ بلادنا، والتاريخ سوف يلعن هادي وحكومته التي لم تدفع أي اهتمام لمثل هذه القضية الكبيرة والبشعة". من جانبها قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الحصار -الجوي البري والبحري- السعودي دفع العديد من المدنيين إلى حافة المجاعة. أكثر من نصف السكان في حاجة إلى مساعدات غذائية، واليمنيون يعانون أيضا من تفشي الأمراض مثل الكوليرا، ونزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص من ديارهم. واتهمت الصحيفة الحكومات الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة، بتسليح المملكة العربية السعودية التي تستخدمها في حربها الوحشية في اليمن.