حذر منسق الشئون الإنسانية الممثل المقيم للأمم المتحدة في بلادنا جيمي ماكغولدريك من مواصلة قصف ميناء الحديدة، مشيراً إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يسببها القصف. وأوضح في بيان صادر عنه أمس – تلقت "اليمن اليوم" نسخة منه – أن القتال المتزايد على طول السواحل الغربية والقيود المتزايدة على دخول السلع المنقذة للأرواح إلى ميناء الحديدة يهدد حياة 17 مليون مواطن غير قادرين حاليا على إطعام أنفسهم، وأصبحوا مجبرين على اختصار الوجبات الغذائية الضرورية، وقد أصبحت النساء والفتيات آخر من يتناول الطعام أقل من غيرهن، فيما يوجد سبعة ملايين يمني لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية وهم أقرب إلى المجاعة من أي وقت مضى. وأوضح أن تصعيد النزاع البري والجوي والبحري الذي مضى عليه شهران في منطقة ذباب والمخا بمحافظة تعز عرض عشرات المدنيين إما للقتل أو الفرار من منازلهم، فيما دمرت الغارات الجوية الطرقات والجسور الحيوية في محافظة الحديدة وسقطت صواريخ لم تنفجر داخل ميناء الحديدة؛ الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في السفن والواردات، ولم يعد هناك عدا شركة واحدة تستخدم ميناء الحديدة من أصل ست شركات شحن رئيسة، حيث أُجبرت السفن على إعادة توجيه شحناتها، بما في ذلك الإمدادات الإنسانية إلى عدن، لكن ميناء عدن لا يملك القدرات والبنية التحتية اللازمة لاستيعاب الطلب على الواردات في اليمن علاوة على أن نقل البضائع من عدن إلى بقية أنحاء البلد غير مضمون بسبب التكاليف الإضافية والطرق المسدودة أو التالفة ونقص الوقود والقتال الدائر. وأشار البيان إلى أن شركاء العمل الإنساني يعملون جاهدين لمنع معاناة مئات الآلاف من الأطفال من مخاطر سواء التغذية المسبب للإعاقات، والذي من الممكن أن يتسبب بإصابة جيل كامل بالتقزم إذا لم يتم التصدي له الآن، لافتاً إلى أن وحشية استخدام الاقتصاد والغذاء كوسيلة حرب أمر غير مقبول ويخالف القوانين الإنسانية الدولية، داعيا أطراف النزاع إلى تسهيل دخول المواد الغذائية الضرورية لإنقاذ الأرواح عبر جميع الموانئ اليمنية، والامتناع عن الإضرار بالبنية التحتية اللازمة لنقل المواد الغذائية الرئيسة إلى كافة أنحاء البلد، وإيجاد طريقة لدفع رواتب العاملين في القطاع العام كي يتمكن المحتاجون من شراء ما هو متاح لهم.